تشكل مكافحة الفساد مطلباً عاماً وحاجة ضرورية لتطور المجتمع ومدخلاً هاماً لكل الإصلاحات ، وهي مسؤولية الجميع .. وقد كرم السيد الرئيس بشار الأسد الإعلام بقوله : ( الإعلام هو أهم أداة في مكافحة الفساد ) ووضعه أمام مسؤولية كبيرة.
ساهم الإعلام الرسمي خلال السنوات الماضية رغم ضعف الإمكانات المادية والفنية بكشف العديد من ملفات الفساد والفاسدين ، التي تتعلق بالأموال العامة ، وهذا ما أكدته الجهات الرقابية في جميع المجالات ، وقد وفرت وزارة الإعلام البيئة المناسبة التي تمكن الإعلاميين من أداء مهامهم ورسالتهم بكل مسؤولية وجراة من خلال سلسلة من الإجراءات والقرارات ولعل أهمها المحددات .
وواجه الإعلاميون أحيانا الأعباء والضغوط في عملهم من داعمي الفساد والفاسدين في عدد من مواقع القرار خوفاً أن تطالهم الكتابات والتحقيقات وتكشف دورهم في المشاركة بالفساد ، وليس حرصهم على المصلحة العامة بحجج مختلفة ، مثل التعاطي السلبي مع المؤسسات ، أو أننا في حالة أزمة ، وليس الوقت مناسباً للحديث عن السلبيات ( الفساد ) ويجب الحديث فقط عن الإيجابيات ، والبعض الآخر من داعمي الفساد اعتبر أنه ليس من مهمة الإعلام كشف الفساد ، وهذا اختصاص الجهات الرقابية فقط .وإن الإعلام تجاوز صلاحياته وغير ذلك من الحجج لحجب الحقيقة وحماية الفاسدين.
إن دور الإعلام هام جداً في عملية مكافحة الفساد كونه يخاطب الرأي العام إلى جانب عمل الجهات الرقابية الأخرى ، إذ إن الإعلام ينقل مشاريع وأعمال وقرارات الدولة إلى المواطن ، كما ينقل الإعلام هموم المواطن وتطلعاته إلى الدولة في علاقة تبادلية وتفاعلية ويعتمد الموضوعية والدقة والمصداقية التي تستند إلى الحقيقة والتوثيق بهدف المصلحة العامة وحل المشكلات بقصد البناء والمعالجة بعيداً عن الشخصنة أو الإثارة أو الإبهار أو تحقيق الشهرة السريعة وغيرها .
إن إعلامنا الوطني قادر على القيام بمهمته كأداة هامة في مكافحة الفساد مما يتطلب من كافة الجهات العامة التعاون معه لتقديم المعلومات المطلوبة لإنجاز مهمته باعتبار أن بوصلته الوطن والمواطن .
عبد اللطيف يونس