التفوق ليس مجرد كلمة تقال ، إنه فعل يحتاج لتصميم وتخطيط وتنفيذ، ويستحق صاحبه كل التقدير والاحترام ومتفوقتنا اليوم ،كان التفوق لديها مستمرا، وبكل عزيمة وإصرار لأربع سنوات متتالية ، إنها الطالبة نهى حنا، وهي تعرفنا على نفسها وتحكي لنا قصة نجاحها و تفوقها،
أنا الطالبة نهى زياد حنا ،نلت إجازة في الكلية التطبيقية باختصاص التغذية الكهربائية للمنشآت الصناعية والمدن بدرجة امتياز، و بمعدل قدره 92.21% .
وقد حصلت على شهادات الشهيد باسل الأسد للطالب المتفوق في كل سنة دراسية من السنوات الأربع، ممنوحة من رئاسة جامعة حماة، وشهادة مشاركة في معرض الشهيد عيسى عبود مقدمة من اتحاد شبيبة الثورة -فرع حماة .
أما عن بدايتي فكانت في الكلية التطبيقية في عام 2015 بعد أن أنهيت دراستي في الفرع العلمي في ثانوية الياس طعمة في بلدة كفربهم
وقد دخلتها بناء على رغبة حقيقية في التعلم والإنجاز، والثقة الكاملة بأن رغبتي بهذا الفرع من أهم سبل نجاحي، فبالرغم من أن المستقبل كان غامض بعض الشيء كون الكلية منشأة حديثا»..لكن رغبتي كانت هي الأقوى .
وبدأت المشوار وكان مشوارا» مفعما» بالتعب الممزوج بالمتعة، فكل صعوبة كانت ترافقها ابتسامة تحمل في طياتها تفاؤلا» لاينتهي .
و بالرغم من ما عاناه وطننا من أزمة كان لها الأثر السلبي في نفوس الطلاب جميعا ،استطعت وزملائي أن نرمم جراح الوطن بنجاحنا وتفوقنا .
كانت المواد على مدى الأربع سنوات متوسطة الصعوبة، ومنها ما يحتاج للتركيز أكثر من غيره ولكن جميعها تتناول دراسة عملية بحتة، وبالرغم من وجود إمكانيات محدودة من مخابر ومعدات، استطاع الكادر التدريسي إيصال الفكرة المطلوبة، بأوضح صورة ،فالكلية التطبيقية تهدف لإعداد تقنيين ذوي مهارات عالية ،قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلية والإقليمية، وهدفها الأساسي ربط الجانب الأكاديمي بالواقع العملي و تبعا لذلك أنجزت مع زملائي العديد من المشاريع العملية التي كان من شأنها النهوض بالكلية ،منها مشروع جهاز استشعار نبض القلب باستخدام الأردوينو ومشروع دراسة تصميم محطة تحويل لتغذية منطقة الوعر، ذلك المشروع الذي زين فرحة تخرجي وزادها أهمية، إذ قمت مع زميلي مأمون كبيسي بإعداد دراسة تتضمن حساب الاستطاعات، وتوزيع محطات التحويل بناء على مخطط للمنطقة، بالإضافة لمانعات الصواعق والتأريض ،وحساب الضياعات مع دراسة اقتصادية تقريبية لحساب تكاليف المشروع ، مع تطبيق النمذجة باستخدام برنامج الماتلاب ،وكان ذلك بإشراف الدكتور نصر القاسم .
وبعد هذا الجهد و التعب كان لابد للفرحة أن تطرق باب حياتي ،كانت فرحتي عند معرفتي أنني في المرتبة الأولى لخريجي عام 2018-2019 تعادل أفراح عمري بأكمله، فلا سعادة تعادل سعادة النجاح.
ونهاية أود أن أشكر الله تعالى على ما وصلت إليه من نجاح، ثم أبي وأمي وإخوتي الذين كانوا في صعابي أملا لا ينضب وقوة لاتنتهي ، وكذلك إدارة الكلية التطبيقية التي يمثلها الدكتور نصر القاسم الذي كان أبا حنونا» ومعلما» صارما» لكل الطلاب بالإضافة للكادر التدريسي بالكامل وعلى رأسهم الدكتور صفوان قلفة والأستاذ عبدو زحلوق وغيرهم من دكاترة وأساتذة لا أنسى فضلهم، وأخيرا» أصدقائي ورفاق دربي الذين أتمنى لهم كل النجاح والتوفيق.
المزيد...