إلى مدرستي.. مدرسة المرأة العربية ليلة حفل التخرج
ودعها الغروب مثل مسافر حزين…
ثم جمع حقائبه وخبأ شمسه خلف البحار البعيدة…
خفقت طيورها قليلاً في لوحة الأفق الغربي…
فتمدد فيها وشاح الشوق إلى لقاء المساء…
وقف الليل فوقها مشتاقا…
ثم قدم لها زهرة القمر…
فبدت ملكة جالسة فوق عرش مدينة حماة…
مشى القمر فوق ذلك البساط الليلي المزين بالنجوم…
وعلى وجهه تنام ابتسامة فضية…
وقف قليلاً في منتصف السماء…
كأنه يراقب الأرض من تحته…
مات ضجيج الدنيا من حوله…
كل شيء من حوله كان هادئاً وصامتاً…
فقال في نفسه:
سلاماً أيها الأرض…
وسهراً سعيداً أيها البشر…
*
كان الصمت زورقاً يسبح بين جفونها…
وكانت رياح المساء المتعبة تحوم من حولها بهدوء…
تقبل الشجر الساهر تحت قنديل القمر…
وتنشد أغنية الليل القادم …
عندها بدا الجمال طائراً كبيراً ينشر جناحيه فوقها…
والساهرون هربوا من أتعاب النهار …
إلى ظلال العرائش النائمة فوق السطوح…
في مواجهة القمر…
كانت أحلامهم تختبئ في حقائب الليل…
فجاء ينثرها في العيون المشتاقة…
كأنه يوزع هداياه…
فآه أيها الليل كم تخبئ من أسرار البشر بين جبينيك!
*
إنها مدرستي…
تلك الواقفة بلهفة بين نهايات النهار الراحل…
وبدايات الليل الهادئ…
عروس عشقت سحر الليل…
ولبست فستان المساء…
تلوح للقمر الساهر في ساحة السماء…
كي يعبر إليها الدروب…
تاجها ضياء قمر صيفي…
وشعرها خيوط شمس صباحية…
ووجهها الهادئ وسادة للجمال…
*
الآن سينام القمر بعد احتفال صغير…
والليل سينزع وشاحه عن صدر الدنيا…
وشيئاً فشيئاً تطبق مدرستي جفونها…
كي تنام بهدوء…
وتسافر إلى أرض الأحلام…
لكن جمالها لن يسافر…
لأنها على موعد مع جدائل شمس تزينها في الصباح التالي…
لارا رياض صيموع