أقامت مديرية الثقافة أمسية أدبية ضمت عدداً من الشباب المبدعين هم : فتنات كف الغزال وداليا قاشوش ومصطفى أوّاب وربا الحلاق الذين بهرونا بالمستوى اللافت في ما قدموا من شعر, وزيّن الأمسية كل من الشاعرة المتألقة وفاء السمان والشاعر المتميز مصطفى صمودي.. وقدم الأمسية بأسلوبة المختصر الوافي المهندس مجد حجازي معاون مدير الثقافة.
في البداية قرأت فتنات كف الغزال, واخترنا مما قدمته المقطع التالي:
علينا منذ اليوم أن نطل على ماضينا بغية المتعة لا الفضول, أن نقدّس الأغلفة التي تحتويه بعد أن أصبح حاضراً, وألا نحني رؤوسنا عندما يعيّرنا أحد المتطفلين على أسرارنا المختبئة , بأننا اليوم لانملك سوى قلب أرملٍ وكف يتيمة!ّ
دعونا نعترف أن أعذارنا نفدت, لكننا بتنا نجيد الغفران كما لم يحدث عندما كنا أطفالاً بررة للسعادة, أننا كبرنا وأصبحت أخطاؤنا كبيرة وندمنا أليم وسماحتنا رحْبة!
وكما وعدتكم قبل قليل ألا أختم, لأنني أكثر العارفين بما تعانونه من ذيول الحكايا, سأفي بعهدي وأترككم في المقاعد الأولى من قطار القدر, لتستمتعوا بالرشفة الأولى من فنجان المجهول, وتخبروني لاحقاً عن ثمن التذكرة الذي دفعتموه لكي لايحتل أحد أماكنكم , أو على الأقل لكي لايغير القطار مساره فتخونكم العناوين وتحتضنكم النهايات وتعلن الأماكن عجزها بأعلى مكبّر نحيب تمتلكه..
ثم تحدثت داليا قاشوش واخترنا مما قدمته مايلي:
لم أجد أحن من الله عليّ هذه الأيام, بدأت أعبر عن حبي بالكراهية الممزوجة بالعدوانية الساديّة ماعدت أراقب النجوم المنطفئة, أصبحت أهرب من أفلامي المفضلة, والأخبار السياسية, أصبحت بالنسبة إلي مجرد أخبار, أهنئك, غلبتني.
عيسى يناديني باستمرار, رجال السجن الملتصق بالعقل الباطن , وقعُ الأقدام في قبو المنزل, صُراخ ريتا, حريق طفلهما.. لكنّ روحي الأدبية غافية لقد مات شغفي.
ثم قدم الشاعر الشاب مصطفى أواب بعض قصائد, واخترنا منها مايلي:
أهذه صورة كانت تجمعنا ذات ابتسام تخط الحرف بالعبق
يوم اتفقنا على أنا كما جسد
إذا اشتكى هدبٌ بالحدقة
كل الأماكن قد صاحت لتوقظنا
كنا نياماً, وليت الآلم نفقِ
وأين؟ ماذا ؟ وهل مات الكلام بنا؟
وكيف يفصحُ على الرمّق
كأنك الناس أرواح وأفئدة
أسماء على الورق
بعده قرأت ربات الحلاق واخترنا من إبداعها:
صباح الشاي بالنعنع
ووجه الأفق مجهول
وكحل الأمس مبلول
ولون الحلم مقتول
وعيني في الخفا تدمع
على أمجاد ماضينا
على ذكرى فلسطينا
على أحفاد ابن سينا
وذاك الدمع لم ينفع
فنحن الحاضر الآتي
وأولادُ الأميراتِ
وأحفاد البطولاتِ
ونحن النارُ والمدفع
وهم شايٌ وهم نعنع
ثم اعتلت المنصة الشاعرة الرقيقة وفاء السمان وأنشدت شعراً صفق له الجمهور. ومما قرأت من قصيدة (كعبة العشاق):
أنت الهدوءُ وكلهم إزعاجُ
نغم كلامكِ والخطا صناجُ
قد قالها لي والمساء يضمنا
والقلب للذوبان كم يحتاجُ
لا تسألوني مااسُمه ياويلتي!
إن قلتهُ سيصيبني الإحراجُ
شعري وأفكاري إليه راوحل
أذني وعيني والرؤى حجاجُ
هو كعبة العشاق فوق سحائبٍ
وأنا المريد يقودني المعراجُ
وكان الختام مع الشاعر مصطفى صمودي الذي ألقى بعض قصائده الجميلة فاقتطفنا منها من قصيدة (براق الشرق) مايلي:
ماأعاني.. فوق ما ترقى المعاني يازماني قلبي ألواني لواني
سجفُ الرهو دجن واقبٌ غسقٌ.. أرهق عين الشمعدان
نام حتى النوم.. لكن لم أنم واعتراني من شجوني مااعتراني
إن تزرني فكرة حُبلى بفياض الأماني عقد الوهن لساني
أثقلت روحي جروحي شرنق الليل طموحي واتساعات الأغاني
وفي الختام ألقى سامي طه مدير الثقافة بحماة كلمة أشاد فيها بإبداعات الأدباء الشباب وماقدموه من موهب لافتة تبشر بمستقبل يطمئن على مستقبل الأدب والشعر في حماة، وأشاد أيضاً بما قدمته الشاعرة وفاء السمان وماقدمه الشاعر مصطفى الصمودي.
صلاح أورفلي