أترك الأماكن ولكن الأماكن لاتتركني.. نبكي على الذكريات وتبكي الذكريات علينا وتنقلب موازين الحياة رأساً على عقب. تتغير الطرقات، والأشخاص، والأيام، والسنين، ولكن تبقى الأرواح، والأغاني، والذكريات والدموع، والسهر، والحب، واللقاءات في زوايا الأماكن والبيوت والدكاكين وفي أرجاء الحي وكأن المدينة طوّبتْ كلها بذكرياتنا وحبنا الشقي
كان حبك بلوة مرة ولذيذة . .
تجف العيون ويطوف القلب بالدموع . . اعتذر لذكرياتنا التي تركتها وحيدة وكل ما أقصد الطريق لرؤية الأماكن أشعر وكأنها تنادي : عودي لحبك الأول . .!
يا أسفي علينا وعلى كل لحظةٍ هدرناها ونحن لسنا معاً..!
لن تعود الذكريات واللحظات بعودتنا فقد أصبحنا غرباء عن حالنا . . وكل منا في عالم ومنفى مختلف نبعد عن بعضنا مايقارب… ثماني مئة وخمسة وستين ألف كيلو متر أي مايقارب شهراً كاملاً مشياً على الأقدام ويوماً كاملاً في الحافلة وسنين بالقلب والذكريات.
هناء هيثم النجار