أن تشاهد طلاب الشهادة الثانوية أو الإعدادية يتلقون دروساً خصوصية ، هذا أمر بات مقبولاً لدينا، ولكن أن تصل الأمور إلى تلقي طلاب المرحلة الابتدائية دروساً خصوصية فهذا أمر غير معقول، ويشي بأن ثمة خللاً في العملية التعليمية ، ولكن أين يكمن ؟هل هو في المناهج أم في الكادر أم في الأهل؟
كثيرة هي شكاوى الأهالي من كثافة المناهج وصعوبتها، وأصبحت تشكل هاجساً لديهم فبعضهم ليس لديه القدرة على مساعدة الأبناء في حل الواجبات الدراسية أو فهم الدروس،وبعضهم الآخر ليس لديه الوقت ليجلس مع الأطفال كل يوم لمدة تزيد عن ٣ساعات ليحل معهم الوظائف ويشرح لهم الدروس، وخصوصاً في الحلقة الأولى، بعضهم يقول :إن هذه المناهج حضارية وملائمة للتطور ،نعم قد تكون كذلك لكنها كثيفة وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين فماذا يعني أن تطلب من تلميذ في الصف الأول أن يحفظ درساً من عدة أسطر وهو لم يتعلم حروف الأبجدية بعد، أو يأخذ دروساً عن حجم المادة وكتلتها وحيز الفراغ، مثل: المادة الغازية يتغير شكلها وحجمها وفق الحيز الذي يحتويها أعتقد أن هذه العبارة تحتاج لطلاب صف تاسع أن يفهموها ولا أريد أن أقول أكثر وغيرها الكثير، وهذا يعني أن يجلس الأهل ليحفظوا الدرس مع أبنائهم، أو عليهم أن يدفعوا ويوكلوا المهمة لغيرهم وعلى الحالتين أكلناها.
الحقيقة مانشاهده اليوم من كثافة المناهج وضخامة المعلومات وكثرتها يشبه إلى حد ما تحميل سيارة حمولتها القصوى طن واحد بحمولة تزيد عن ١٠ أطنان ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث؟ قد يقول قائل :إن مناهجنا مستقاة من أفضل المناهج العالمية، فنقول له: وهل نمتلك نحن نفس الظروف والمدارس والقاعات الصفية وعدد الطلاب ووسائل التعليم التي تمتلكها تلك الدول التي نحاكي مناهجها أو طريقتها في التعليم؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي نرغب بالإجابة عنه، نحن نريد مناهج على مقاسنا وتلائم ظروفنا وإمكاناتنا، فليس بالضرورة إذا كانت تجربة ناجحة عند غيرنا أن تكون ناجحة عندنا، فالموضوع لايحتمل التجريب لأنه مصير أجيال ومستقبل وطن.
فيصل يونس المحمد