لست زاهد أنكفئ لشظف العيش متسربلا بالحزن متكوم خلف نوافذ مغلقة على الوجع ..
أنا اعشق شرفات الحبق و الحكايا والورق والحبر والكلمات التي هي بعض نزيف روحي …
مطر بحري، وأي مطر ؟ كأن السماء فتحت أبوابها للماء لينهمر على الأرض ،جهات الأمكنة تُحاصرك في زمن غربة الروح ، يا للزمن المرّ! ألف دن من النبيذ المعتق لا يُدفئ البرد المتغلغل في نقي عظامي ؟
وحيد أنت ، ليس لك إلا الصمت الناشف كصقيع لهواء الشرقي،تسمع شجي غناء قديم لصوت يسكنه الحزن العميق ، النقي ، يأخذك الخيال بعيداً ،متعب هذا الولع المسكوت عنه ، ثمة نافذة وضوء شحيح والريح قابعة في شرفة الحبق ،وكانت امرأة يغسلها المطر في الشرفة المقابلة ترقص بثوبها البنفسجي الشفاف ، شهية كالبحر في مساء صيفي !
مرة أخرى تجد نفسك مشلوح خلف ذاكر النسيان ، كأوراق تكومت من حول طاولتك وأنت تكتب «قصة حب في زمن الحرب « !
لا تندهش ..الحب في زمن الحرب أكثر نقاء»؟.كنت تبحث عمن تلجأ إليه كلما أوجعتك الأيام «لتحكي» ؟ لا احد يريد أن يفهم ما تريد قوله «حكاياتك قديمة «؟
«الحب عطاء حتى ثمالات الروح « وأنت تحتاج لمن يسمع أنين روحك ..ينكمش الزمن عليك ..ليس صدأ ..»هذا زمن قلة الوفاء ؟!!!
في هدأت الليل ينبت على نزيف الجرح موال حزين …ترتل عتابا «لفؤاد فقروا «:
« دعيني يا دار قبل ترابك …كرامة عين ها الكان ساكن ترابك …. تنام الناس وعيوني ترابك …. اتهنى يا قبر فيك الحباب «؟؟؟!!!.
أفتح النافذة على الرغم من الريح الباردة ، البحر يشعرني بحالة من العشق،أترك الأوراق مبعثرة من حول فناجين القهوة والجأ للذاكرة،ترانيم قديمة :»ولي فؤاد أوجعه الحنين على جمر الشوق مصطبر» اشتقتك ؟!
حسن إبراهيم الناصر