أرادت الحياة أن تحرم زوجين من نعمة الأولاد ، و سارت حياتهما على هذا المنوال، إلى أن بدأت الزوجة الإلحاح بالطلب من زوجها لكي يتزوج ، قائلة : تزوج ثانية ، عسى أن يكون لك أولاد يؤنسونك ويحملون اسمك ، وسنعيش جميعا في ظلك ، وسنكون عائلة واحدة، فقال الزوج : أنا راض بما أنا عليه ، ولا أريد أن تحدث مشاكل بينكما ، فأكدت الزوجة على التزامها بالعهد ، و أنها ستبعد المشاكل قدر الممكن ، و باتت على إلحاحها حتى وافق الزوج و قال : سأسافر إلى مدينة أخرى و أتزوج بامرأة غريبة درءاً للمشاكل بينكما ، وبعد فترة من الزمن عاد الزوج ، ومعه جرة فخار كبيرة ، ألبسها عباءة نسائية ، وغطاها جيداً ، وخصص لها غرفة مستقلة ، وقبيل خروجه للعمل قال للزوجة الأولى : ها أنا نفذت طلبك ، و ها هي الزوجة الثانية في غرفتها ، و لا أتمنى أن تكون هنالك مشاكل بينكما ، لكنه عندما عاد من العمل ، وجد زوجته الأولى تبكي و تنتحب بشدة ، فسألها ما بك ؟ فأجابت : زوجتك الغريبة أهانتني و سبتني ، و انا لا أطيق هذا و لا أصبر عليه ، فتعجب الزوج ، و أمسك العصا ، وقال : أنا سأأدبها ، و ضرب رأس المرأة الفخارية ، فتهشمت وسقطت قطعاً على الأرض أما ذهول الزوجة الأولى ، فصمت برهة ، ثم قالت : لا تلمني ، فالضرة مرة و لو كانت جرة … و كانت مثلا .
شريف اليازجي
المزيد...