لم يعلم الأهالي في منطقة مصياف وربما مناطق أخرى كالسقيلبية ومحردة _ الذين عقدوا آمالهم على مطمر الطويل في حنجور _أن الموت السريري سيأخذ المطمر منهم ويغيبه لسنة إضافية تضاف إلى سنوات عديدة سابقة، غير آبه أو مكترث بمعاناتهم وبحجم التلوث الكبير الذي أصبح يهدد حياتهم ومزروعاتهم وآبارهم الجوفية ومياههم بسبب الانتشار العشوائي لمكبات القمامة.
تصريحات في واد والواقع في واد آخر
فالتصريحات التي صرحت بها مديرية الخدمات الفنية في واد والواقع في واد آخر والتي أكدت فيها و منذ حوالى سنة أن المطمر سيكون جاهزاً مع بداية ٢٠١٩ وهانحن اليوم نقترب من بداية ٢٠٢٠ و المطمر لم يستثمر بعد، أي إن المعاناة قائمة والشكاوى المطروحة نفسها من قبل الأهالي والردود من رؤساء مجالس المدن ذاتها.
فكم من معروض تقدم به الأهالي وأصحاب الأراضي الزراعية الواقعة أراضيهم بالقرب من مكب القمامة في مصياف وفي دير الصليب والسنديانة وربعو وغيرها يشكون فيها واقع الأشجار المثمرة والخضروات التي لحق بها الضرر، وكذلك الأمر بالنسبة لآبار المياه الجوفية عدا عن الروائح الكريهة إضافة إلى أنها تحولت مرتعاً للذباب والحشرات بسبب قربها من منازلهم إضافة إلى الحرائق التي طالت الأشجار المثمرة.
معاناتهم تتشابه
يقول الفلاحون وهم أصحاب الأراضي الزراعية الموجودة بالقرب من مكب القمامة في مصياف وحالتهم تشبه حال المواطنين في كل منطقة يوجد فيها مكب للقمامة:
منذ ١٥ سنة ونحن نتقدم بالشكوى من دون جدوى وما يتغير فقط هو أن المعاناة تزداد والنفايات تتراكم يوماً بعد يوم فقد بتنا نكره العمل بأراضينا وهناك قسم كبير هجرها بسبب الروائح الكريهة والحشرات التي تتجمع لا بل إن العديد من المحاصيل تلفت من دون أن يتم تعويض أي فلاح.
وفي دير الصليب ازدادت حالات اللشمانيا بشكل كبير بسبب تراكم القمامة والانتشار الواسع لأنواع الحشرات ومنها ذبابة الرمل الناقلة للمرض ، وفي أصيلة الروائح الكريهة مع انتشار الذباب والحشرات منعت الأهالي من فتح الأبواب والنوافذ طيلة فصل الصيف و… و الحديث يطول، لافتين جميعهم إلى أن الرش بالمبيدات للمكبات لم يكن بالمستوى المطلوب ولا بالوقت المناسب .
سبب رئيسي لحرائق مصياف
حسب ما أكدته مديرية الزراعة في حماة وفي تصريح لأحد المعنيين فيها بأن السبب الرئيسي لمعظم الحرائق التي نشبت هذا العام في مصياف هو مكبات القمامة ومنها حريق اللقبة الذي التهم مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والحراجية .
وهنا تحدث الفلاحون عن خسائرهم الكبيرة بسبب نشوب الحرائق في المكبات ووصولها إلى أراضيهم وتسببها بحرق مئات الأشجار المثمرة التي ينتظرون ثمارها طوال السنة ليأتي الحريق ويلتهمها.
وهم ينتظرون وصول القرار للسماح للبلديات بنقل النفايات وترحيلها إلى مطمر الطويل فالمكب الحالي هو المكب الإلزامي ولاخيار آخر للمكبات الحالية، ويومياً يتم الترحيل إليه وكل الإجراءات للتخفيف من أثر التلوث غير مجدية كونها حلولاً مؤقتة كالقيام برشه – هذا في حال الرش _ أو حرقه من فترة لأخرى.
مطلع الشهر القادم
محمد مشعل مدير الخدمات الفنية بحماة قال : ستنتهي الأعمال بشكل كامل في نهاية الشهر الحالي و من المقرر أن يتم البدء باستثمار المطمر مع بداية الشهر ١٢ على أن يتم ترحيل القمامة إلى الخلية الأولى علماً أن الخليتين جاهزتان وسعة كل منهما ١٢٠ ألف متر مكعب ولكن حتى تمتلئ الأولى نضع الثانية في الخدمة لافتاً إلى أن سبب التأخير عن الموعد الذي كان محدداً في بداية عام ٢٠١٩ هو النقص ببعض المواد والمستلزمات.
أما عن الوحدات الإدارية التي ستنقل نفاياتها إلى المطمر فهي حيالين والحيلونة ومصياف ونهر البارد والصفصافية وأصيلة وجب رملة وحنجور وسلحب ودير شميل واللقبة والمحروسة والزاوي وأية وحدة إدارية قادرة على نقل القمامة بالجرارات، وحالياً يتم العمل على تأمين الآليات اللازمة لنقل القمامة.
ونحن نقول :
نأمل أن يكون هذه المرة الموعد صحيحاً وأن تكون جميع المستلزمات والمواد متوافرة لأن الوضع لم يعد يحتمل.
نسرين سليمان