نشر موقع الرقة الوثائقية مقبوساً من فكر الشاعر د.سعد الدين كليب أستاذ علم الجمال في جامعة حلب، وقد جاء فيه:
يمكن التوكيد أن الجمال هو المفهوم الأبرز في المنظومة الجمالية العامة التي تشتمل على عدد من المفاهيم الكبرى والصغرى والتي تحدد طبيعة السلوك الجمالي للفرد والمجتمع في الحياة والفن معاً.
ويعود السبب في بروز هذا المفهوم إلى التعدد الهائل في المجالات والمستويات التي يغطيها ويعبر عنها في الطبيعة والمجتمع والفن .فما من حركة اجتماعية أو فكرية أو فنية إلا وكان لها موقف ما من المنظومة الجمالية السائدة عامة ومن مفهوم الجمال خاصة.
بل إن الموقف من المفهوم السائد للجمال يكاد يكون مقدمة أولى للموقف من مجمل المنظومة التي ينضوي تحتها.
مع الإشارة إلى أن وعي هذه المنظومة أو تلك يعني فيما يعنيه وعي الخلفية الاجتماعية والذهنية والطبيعة النفسية والذوقية والبنى الفنية والأسلوبية التي تنهض منها- أوتقترحها- المنظومة مرهون بجملة من التبدلات الاجتماعية والذهنية وسواها.
وعلى الرغم من أن الممارسة الجمالية هي ممارسة فردية في الأساس فإن المزاج الفردي لا يستطيع وحده أن يؤثر تأثيراً ذا شأن في تلك المنظومة.
إن الحركات الاجتماعية والجمالية الجذرية هي الأكثر قدرة على التأثير سلباً أو إيجاباً في المنظومة السائدة.
ولعل حركة الحداثة العربية والشعرية منها خاصة تكون إحدى تلك الحركات الجذرية