قبل الانتهاء من صياغة هذا الموضوع المتعلق بواقع الدراجات النارية المهربة وهي تسرح وتمرح معرضة أرواح المشاة للخطر نتيجة السرعات الجنونية ورعونة وطيش السائقين.. وذلك بدون ضوابط وأنظمة ودون حسيب اتصل بي هاتفياً أحد الأصدقاء بحرقة وألم ليخبرني عن حادث دراجة نارية على طريق مصياف سلحب.. ذهب ضحيته شاب في مقتبل العمر.. عدا عن الحوادث المؤسفة على جميع الطرقات بسبب السرعات الزائدة ورعونة وطيش السائقين..
بعد ذلك أخبرني رئيس مجلس مدينة مصياف سامي بصل عن حديثه مع بعض الجهات المعنية ولجان الأحياء,وقال يتحدثون عن مئات الدراجات النارية تسرح وتمرح في شوارع البلد وشرح لي أحد المواطنين حكاية سباق جرى أمامه على شارع مخبز مصياف الآلي بين دراجتين في وقت الظهيرة عند خروج الطلاب من مدارسهم وكيف تجاوزت سرعة كل دراجة المئة وثلاثين ويبدو أن إعادة الحديث ستبقى مشرعة مادامت الحوادث الناتجة عن استخدامها المتهور مستمرة وما دام شيء لم يتغير على أرض الواقع .. رغم كل التحقيقات التي نجريها وننشرها حول هذا الواقع المؤلم.
خطر محدق
وإذا كانت هذه المشكلة عامة في شوارع مدننا جميعها, فإن حالها في مصياف يزداد تعقيداً وخطورة في ظل صمت تبديه الجهات المعنية.. وهذا يثير سؤالاً يتعلق بأسباب هذا الصمت.؟
ومنذ أسبوع قادتني الصدفة لأكون شاهد عيان في أحد الشوارع على شاب يقود دراجة نارية مهربة بطريقة بهلوانية وفي الجلسات الخاصة والأحاديث الجانبية ثمة حديث شائع يدعو للاستغراب والاستهجان مفاده أن مدينة مصياف تغيب عنها كل الضوابط والأنظمة المرعية؟
وإذا حاورت المواطنين وقلت: لماذا هذا الطيش للسائقين؟
فإنك ستسمع أجوبة مقنعة تتعلق بغياب العقوبات الرادعة وعدم تطبيق قانون وأنظمة السير بشكل يراعي ويحمي حقوق المشاة ؟! مجلس مدينة مصياف برئاسة المهندس سامي بصل ومن خلال حوارات وأحاديث سابقة حول هذا الموضوع أعلن عجزه عن معالجة الأمور لوحده.. كون منطقة مصياف زراعية ويحتاج الناس فيه للدراجات النارية؟
وإذا حاورت المهتمين بهذا الموضوع ستسمع كلاماً جميلاً يتعلق بشيء اسمه لجنة السير، واجتماعات حدثت في المنطقة وناقشت ودللت وأشارت و.. النتيجة لاشيء وسوف تستمع لأصوات عشرات الدراجات وهي تملأ السماء ضجيجاً وزعيقاً تقع على آذان البلدية ومديرية منطقة مصياف.
الصحافة كتبت وتكتب العديد من الزوايا والتحقيقات في الفداء والثورة ولاحياة لمن تنادي.
أجمل تعليق قاله أحد الأصدقاء : ولماذا أنت متضايق مادمت لاتعيش أو تسكن في مدينة مصياف.
والنتيجة قصص عجيبة غريبة تتعلق بواقع مؤلم وخطر محدق يتعرض له المشاة في شوارع مدينة مصياف عدا عن الضغط على الشوارع وحوار يومي مع المواطنين والمعنيين كنت أمضيه خلال كل مشهد سباق للدراجات النارية.
إذا ناقشت مدير المنطقة سيحدثك بالتأكيد عن القانون وضرورة تطبيقه والمواطنون أو بعضهم يتحدثون عن هذه الوسيلة الضرورية للتنقل بين البلدات والقرى في ظل غياب وسائط النقل العاملة على الخطوط الفرعية لنقل الركاب.
عجز عن المعالجة
وفي ظل العجز المستمر عن المعالجة والصمت الذي تبديه الجهات المعنية وفي مقدمتها شرطة البلدية والمنطقة.. فإننا نتوجه بضرورة المعالجة لهذه الظاهرة التي تزداد خطورة يوماً بعد يوم .
وأمل المواطنين الذين حملونا أمانة نقل معاناتهم وأملهم بأن تبدأ المعالجة الفعلية على الأرض. معالجة تطول وتستمر .
هذا النزف
نحن لانعارض القدر ولا حكمة الباري عز وجل جراء الحوادث التي تذهب بأرواح بعض المواطنين .. لكن نعارض ونعترض على الطريقة التي تقاد بها تلك الدراجات.. واعتراضنا أيضاً على التهور والاستهتار بالأنظمة والقوانين، وهذا لاينم عن وعي أو خوف من المصير المحتوم.
توفيق زعزوع