نقرأفي صفحة د. بشرى عباس منشوراً بعنوان (الحب -1-) وهو يوحي بسلسلة قادمة تحت هذا العنوان والمنشور من كتاب الدياليكتيّة الجنسيّة لشولميت فايرستون:
تعيش النساء من أجل الحُب و يعيش الرِجال من أجل العمل و هذه حقيقة بديهيّة.كان ( فرويد) أوّل من حاول أن يُرسّخ هذه الثنائيّة في النّفس الفرديّة؛ فالطِفل الذَّكر الذي ترفضه أمّه جنسيآ، و هي أوّل أنثى تلفت انتباهه « يُهذّب» اللليبيدو الخاص به ـ مخزونه من الطاقة الجنسيّة « الحياة»ـ من أجل فرص على المدى الطويل بالحصول على الحُب بشكله الأكثر شموليّة. و بالتالي يستبدل حاجته إلى الحُب بحاجته إلى الإقرار. لا تحدث هذه السّيرورة في الأنثى غالباً، فمعظم النساء يبحثن دوماً عن الدفء و الإقرار المباشر.
هناك الكثير من الحقيقة في الكليشهات التي تقول : وراء كل رجل عظيم امرأة وَ : ( النساء هُنّ القوّة التي تقف خلف العرش). أُسِّست الثقافة الذكوريّة على حُبّ النساء و على حسابهن. قدّمت النساء المادّة من أجل تلك الروائع التي أبدعها الرِجال، و قُمنّ بالعمل على مدار ألف عام، و دفعن كلفة علاقة عاطفيّة من طرف واحد ذهبت كلّ فوائدها إلى الرِجال و إلى عمل الرِجال.
ولهذا إن كانت النساء طبقة طُفيليّة تعيش كَعَالة و على هامش الاقتصاد الذكوريّ فإنّ العكس صحيح. إنّ الثقافة الذكوريّة كانت و لا تزال طُفيليّة تعتاش على القوّة العاطفيّة للنساء دون أن يكون الأمر بالمِثل.