هكذا نحن البشر, حين نتكلم لا نفقه ما نقول, ونقلب الميزان دون دراية, أعلم أننا بشر وإننا محكومون بالوقوع بالأخطاء,لكن حتام نقيس كلماتنا للآخرين! وحتام نستمر بخدش أرواح من هم معنا بهدوء ثم نسير بأرض الله و كأن شيئاً لم يكن؟
«الإناث بنصف عقل»
هذا ما سمعته من مجتمع الذكور مؤخراً. لن أقول رجال ،فالرجولة أسمى من أن تقتصر على الذكورة فقط!
لم يسعني الرد حينها،ليس عجزاً ! لكن المقاتلة الشرسة التي بداخلي لم تكن مستعدة للخوض بالحرب بعد،فالكلام الذي تكاثر في صدري أحدث صمتاً هائلاً لأن السمع الذي يليق به غارق في الغياب.
منذ متى والإناث بنصف عقل؟
لو وافقت هذه المقولة ومشيت معها،فدعوني أخبركم من هن صاحبات نصف عقل!
الأم،الأنثى التي حملتك بين أحشائها بحب ورعاية, والتي أحبتك قبل أن تبصرك أو أن تبصر أنت النور, ثم ذاقت ما كتب لها من آلام ومشقة الولادة لتتيح لك فرصة العيش, إذاً هي أنثى التي منحتك الحياة!
وذاتها التي رعتك وعلمتك النطق والركض حينما كنت وهن الجسم صغير القدمين, صاحبة الطعام التي تعجز عن مقاومته, والتي إن عدت للمنزل أول سؤال تلقيه (أين أمي), إن غابت عن حياتكم هدم عمد البيت فما فائدة السقف حينها!
دعاء منها يقلب حالك بما تشتهي, قبلة من وجنتيها ودفن الرٲس في حضنها يحجبك عن الدنيا وهمومها, المدافعة عنك وان ارتكبت الخطأ, الوحيدة التي تتمنى ان تكون أفضل منها, الأكثر فرحاً بين الناس إن غدوت أمامها شاباً, وأكثرهم انتظاراً لنجاحك, ولهفة لرؤية أولادك, تلك الأنثى قادرة على لعب دور الأب والأم معاً!
أشهر الاناث جنوناً كانوا عقلانيين أكثر من بعض العقلاء!
قرٲت في إحدى الروايات عن (ريطة بنت عمرو بنت كعب)انثى خالصة الجنون لكنها كانت ذات حرفة تأتي بزخارف يدوية يعجز العقلاء ان يأتوا بها ومبدعة في مجالها وأدهشت العرب حينذاك!
وكان لها سمية أيضاً, (ريطة بنت عامر), كانت تعلم رٲس أولادها بالقزع لتعرفهم من أولاد غيرها ,فلماذا نضحك من أم تريد معرفة أولادها دون الحاجة لسؤال وذل الناس عنهم!
أترون مجانين الإناث كانوا في غاية النبل والحنان!
أم موسى عليه السلام كانت بطلة حين ألقته في اليم امتثالاً, وبطلة حين رضيت أن يكون دورها ثانوياً في حياة ابنها كمرضعة فيما بعد!
ومربية موسى أنثى! «آسيا» ربته أحسن تربية في بيت أسوأ الرجال»فرعون» , فكان موسى العظيم صنيعة انثيين عظيمتين!
عيسى عليه السلام, معجزة البشرية ,وربته أنثى «مريم عليها السلام» فكان عيسى الذي نعرفه العظيم صنيعة أنثى عظيمة!
توماس مخترع المصباح تربية أنثى,
أعظم القادة في العالم كانوا صنيعة أنثى ومن منا لم يسمع بالمهاتما غاندي!
الفقهاء الأول كانوا صنيعة أنثى ومن منّا لا يعرف الإمام الشافعي!
أبلغ الشعراءإناث, هل تعرفون الخنساء?.
اختصرت النوع كله بالأم ..لإثبات ما يمكن لأنثى بنصف عقل أن تأتي به, فهل بعد ذِكر الأم شيء يذكر!
أختك, عمتك, خالتك, امك..هنَّ إناث, زوجتك أنثى.. وبناتك اناث,فكيف ترضى اذاً العيش مع إنسان بنصف عقل؟ أو تنجب بشراً بنصف عقل!
دعونا نخلع رداء التخلف ونترك سيرة الأجداد ونفكر بسواء, الإناث لسن بنصف عقل, يحملن كتفاً قوياً وفكراً يفرش الأرض, ولكن المسألة اختصاص لاانتقاص!
شهد نصر الله الرحال
الجامعة الوطنية