القمامة المشكلة القديمة الجديدة في سلمية.. 90 طناً يومياً يرحل نصفها .. عجز بالآليات والعمال….البلدية: بحاجة لدعم بـ 16 مليون ليرة
تنتشر وتبقى القمامة بأحياء المدينة، لأيام عديدة وخاصة بأطراف المدينة ، قبل أن يتم ترحيلها ، لأسباب عديدة منها نقص بعدد العمال وآليات الخدمة وتعطل غيرها ، وتزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني، لكن هذه الأسباب لا تلغي مسؤولية مجلس المدينة وتقصيره في تقديم الخدمات وترحيل القمامة، فمشكلة القمامة قديمة بسلمية والمعاناة منها لم تتوقف يوماً، وتعطل الآليات ونقص الإمكانات حجة ومشكلة قديمة أيضاً !!
وسبق وأن نشرنا عن واقع القمامة بسلمية، ونعود للنشر من جديد، فهناك أكثر من /90/ طناً يومياً من القمامة، لا يتم ترحيل أكثر من 50% منها يومياً، وتظل الكمية الباقية لتتجمع مع اليوم التالي، وهذا الواقع يطرح تساؤلات مشروعة كثيرة لدى المواطنين،هل ستنظف شوارع وأحياء سلمية من القمامة ؟
فالواقع الحالي إذاً بقي كما هو، يتحدث عن نفسه ويجيب بأنه لاتوجد حلول على المدى المنظور!
مع المواطنين
عدد كبير من المواطنين بأحياء المدينة بشكل عام وبالحي الشمالي وحي الزهراء والشرقي والسبيل والكريم والسعن القبلي بشكل خاص، أكدوا لنا أن واقع النظافة سيء جداً، وتبقى القمامة لأيام كثيرة ولأسابيع أحياناً بدون ترحيلها، رغم المعاناة من الروائح الكريهة التي تصدر منها، والحشرات الضارة الناقلة للأمراض، بظل تقصير واضح من مجلس مدينة سلمية، بالإضافة للمعاناة من انتشار حظائر تربية الحيوانات وانتشار مخلفاتها بشوارع الحي الشمالي والكريم والسبيل، كما أنه وعلى الرغم من ترحيل القمامة أحياناً ببعض المواقع، يبقى هناك قمامة وآثارها، فالترحيل لا يكون بشكل كامل، إضافة لذلك تنتشر الأتربة والردميات مع القمامة بجانب الحدائق ومنصفات الطرق وحوافها والشوارع.
ويأمل المواطنون أن يكون لدى مجلس المدينة حلولاً، لإنهاء هذه المعاناة وظاهرة تراكم القمامة، وأن يروا سلمية نظيفة حفاظاً على الصحة العامة ونظافة البيئة.
نحتاج 15 آلية و100 عامل
نجد الحركي مسؤول قسم النظافة في مجلس المدينة قال لنا: القمامة المراد ترحيلها يومياً من المدينة، تبلغ 85 ـ 90 طناً، ولترحيل هذه الكميات نحتاج لما لا يقل عن / 15 / آلية كبيرة ضاغطة، و/100/ عامل للترحيل، وآليات بوكات وتركس للمنصفات والطرق، فالمناطق المستهدفة بعملنا تمتد على مساحات كبيرة /على مساحة المدينة والضواحي، غزيلة والسبيل والسعن القبلي وضهر المغر والكريم والمستودعات/ وحالياً تم تقسيم العمل بالمدينة بشكل يومي والأحياء والضواحي ثلاثة أيام بالأسبوع في حال توافر الآلية.
واقع قسم النظافة والعمل
نائب رئيس مجلس المدينة المهندس اسماعيل موسى، حدثنا قائلاً: كثافة العمل تزداد يوماً بعد يوم، بسبب الزيادة السكانية والتوسع العمراني للمدينة، بظل نقص كبير بكادر عمال النظافة الذي لا يزيد عن /24/ عاملاً، وحسب عدد سكان المدينة الذي يتجاوز /200/ ألف نسمة، والحاجة الفعلية إلى /200/ عامل نظافة، وعدد الآليات التي لا تتجاوز /7/ سيارات متنوعة في حال جهوزيتها، وهذا لا يتناسب مع حجم العمل، وهذا لا يؤدي الغرض، وهناك /4/ آليات معطلة بحاجة لصيانة بالإضافة للجرار والكانسة معطلين بشكل كامل.
ومجلس المدينة بحاجة لصيانة كاملة للآليات الموجودة والمتعطلة من مدة طويلة، وبتكلفة مالية نحو /16 / مليون ليرة سورية، حتى تقوم الآليات بدورها بشكل كامل ولمدة طويلة من دون الحاجة لصيانة ، وعلى الرغم من الإمكانات الضعيفة، نقوم بالعمل بخطة مكثفة ، جاهدين لترحيل القمامة ، بشكل يومي والأطراف يوماً بيوم، ونعتمد على تحفيز عمال النظافة والإصلاحات المؤقتة والضرورية والفورية للآليات.
ويضيف موسى قائلاً: هذه المعاناة ليست جديدة وهي قديمة ، لذلك الحل الجذري هو توسيع ملاك الوحدة الإدارية، لتعيين عمال نظافة، وتخصيص الاعتمادات المالية اللازمة ، من أجل زيادة عدد الآليات من قبل الوزارة.
ختاماً :
هل باتت الجهات المعنية عاجزة عن إيجاد الحلول و صيانة آليات مجلس المدينة المتعطلة بشكل شبه دائم فصيانتها الإسعافية لم تعد تنفع لقدمها، ولابد من تأمين آليات جديدة وبعدد كافٍ وتوسيع ملاك المجلس لتوظيف عمال نظافة.
فلقد بات من الضرورة الملحة أن يكون هناك حل جذري، حرصاً على صحة المواطنين وسلامة البيئة، وأن يكون لدى مجلس مدينة سلمية حلٌ لهذا الواقع الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وتحرك الجهات المعنية والمختصة ووزارة الإدارة المحلية، لتحقيق الإصحاح البيئي، ولتأمين الدعم والإمكانات اللازمة لمجلس المدينة، وللحد من انتشار الأمراض السارية وخاصة اللشمانيا والكبد الوبائي، التي تنقلها الحشرات الضارة من القمامة المنتشرة بشوارع وأحياء مدينة سلمية، وتقارير الرقابة الصحية تشير لزيادة بعدد الإصابات.
حـسان نـعـوس