يجب أن أعترف بأنني من الأشخاص الذين لايطاقون في نهاية الأمر, أولئك الذين يشعرون أكثر مما ينبغي الذين يحتاجون كلمات معينة يسمعونها, ولا كلمات تدهشهم غير تلك التي استبقوها في مخيلتهم من تلك الفئة الملونة التي ترفض الأشياء المكررة، والكلمات المُعادة والوجوه المتشابهة، فئة المجانين الذين يعيشون في هروب دائم من كل التفاصيل, ويضلّون طريقهم غالباً ومن ثم يجلسون يبكون بتفاهة مستفزة, ورغم ذلك فإنني أعتقد أن الأسوأ من هذا هو كوني شخصية متناقضة ومزاجية إلى حد يسبب الدّوخة لي أولاً!!
ستجدني تارة مغنية مجنونة مولعة بالصخب, مرة ستجدني كاتبة كئيبة توشك أن تكون أطراف أصابعها زرقاء أو رمادية داكنة, مرة ثالثة ستجدني طفلة طيبة لها عينان صافيتان, وقد تجدني أيضاً شخصية عادية ومملة كالذي يقوم بدور أحد المارة في مشهد ما, وقد تراني ذكية جداً أحياناً وغبية بفداحة أحياناً أخرى, ولاتتعجب إن رأيتني أحبّك بشدة في لحظة وفي اللحظة التي تليها مباشرة أطردك!!
ولكني على أية حال أظنني شخصية, أقلها لاأؤذي أحداً عن قصد, لاأسرق قرشاً من جيب أحد رغم تضوّري جوعاً والأهم من ذلك أنني لم أعرض نكاتي السخيفة يوماً على أحد، وهذا يكفي يجدر بي أن أقول أخيراً: إني ربما بعدما أنهي هذا النص اذهب لمشاهدة أحد المسلسلات الكرتونية السخيفة, ربما أشاهد المعتوه سبونج بوب, أو قد أتشاجر مع هذا الحائط لأنه منذ مدة طويلة يقف في وجهي!!..
حلا عيَّاش