المراهقة والثلاثيني

أساسها الدموع، والعذاب تاجها، والقهر عنوانها، والأوجاع رأيتها، والخذلان معناها، والكرب أصلها، والفراق المؤكد نهايتها.
ذنبها الوحيد أنها عاشقة…
عاشقة لذاك البالغ المتطلب والمهمل اللامبالي أيضاً
ذنبها أنها كانت وفية لشيء لايستحق
ذنبها.. أنها كانت كالأم الحريصة على طفلها ولكن لم يكن سوى الكاذب، والخائن، والمنتقم…
هوت ما لايرى، وعشقت ما بعد التفاصيل، وسجنت نفسها بين أسوار الحي والشبابيك لتراقب مايدور حوله. وكانت كالظل تتبعه عن بعد خوفاً من أن تزعجه.
تحرص عليه أكثر من نفسها
وتخاف عليه من نسمة هواء
وتغار من عين عابرة تمر بجانبه ولايعنيها الأمر، ولو كانت عيناها لكانت أجمل لحظاتها
مراهقة بعمر التاسعة والتسعين…..
أدمنت مالا تهواه نفسها
وبدل أن تقدم وتعطي الأشياء بحب أعطته بكره وقرف ذريع
كان يعلم أن علاقتهما فاشلة كفشله ولكن أصرت على البقاء، وتمسكت به لظنها أنه حبل قوي ولم تعلم أنه حتى لم يمد لها الحبل لتتمسك به
يالها من معذبة ومرهقة !ويا أسفي عليها وعلى قلبها الذي حطمهُ بلا رفة عين ولا التفاته.
أسفي عليه الأحمق! أضاع من بين يديه شيئاً لن يملكه بتاتاً مهما فعل وحتى لم يتخيله
أضاعني، وتركني، وأهملني، ونسيني ، وخانني وأبكاني، وكسر قلبي
ياليتني لم أعرفك! وليتني لم أرك! وليتني لم أجاورك! وليتني لم ألقك! وليتني أقدر على الرحيل عنك أو حتى أعذبك كما فعلت بي !
ولكن قلبي هش
هش عليك تماماً مثل الأم.
هناء هيثم النجار
الجامعة الوطنية – كلية الصيدلة –

المزيد...
آخر الأخبار