لايعد تطور وسائل استخدام الكهرباء هو السبب الوحيد في تزايد الحمولات على الشبكة الكهربائية، وإنما هناك سبب آخر أساسي يضاف إليه وهو لجوء المواطنين إلى الكهرباء كوسيلة أساسية للتدفئة، إضافة إلى استخدامها في أغراض الطبخ وذلك بسبب الأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن في الحصول على مادتي المازوت والغاز، تزامناً مع قدوم فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى الحمولات الزائدة التي لا تتحملها القواطع التي تحمي المنظومة الكهربائية، وبالتالي إلى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والانقطاع أثناء ساعات الوصل والتذبذب الكهربائي الذي نجم عنه تعطل العديد من الأجهزة الكهربائية المنزلية .
هذا بشكل عام وبالتأكيد يزداد الطين بلة في المناطق التي توجد فيها عوامل إضافية، تؤثر في التيار الكهربائي كالعوامل الجوية، كمصياف التي تشتهر بأمطارها الغزيرة ورياحها القوية وعواصفها المتميزة فهذه العوامل حكماً ستؤثر كون الشبكة لما تزل هوائية في ريف مصياف بالكامل وفي قرى عديدة تظهر فيها الحاجة الماسة لاستبدالها بسبب قدمها.
ضرورة استبدال الشبكات الهوائية بالكامل
المواطنون وعلى حد قولهم اعتادوا المشهد مع بداية فصل الشتاء، وكأنه مكتوب عليهم المعاناة حيث قالوا: في كل عام وبنفس الموعد نعيش أزمات في الحصول على مادتي الغاز والمازوت، ما يجعل المواطن مضطراً للجوء إلى الكهرباء لأنه لا خيار آخر أمامه لذا من الطبيعي أن تزداد الحمولات.
وفي الريف أبدى عدد من المواطنين استياءهم من وضع الكهرباء بسبب انقطاعها المستمر فقالوا: مابين التقنين والتقنين تقنين آخر إضافي، فخلال ساعات الوصل تأتي وتنقطع ويستمر الوضع على هذه الحال حتى يأتي وقت التقنين عدا عن التذبذب في شدة التيار والذي يتسبب بتعطل الأجهزة المنزلية وبالتالي تكبدنا مصاريف إصلاحها وكأن هذا ما كان ينقصنا في ظل الظروف المعيشية القاسية.
وتابعوا حديثهم قائلين: هذا ولم يبدأ فصل الشتاء بشكل فعلي وما نقصده الرياح والعواصف لم تبدأ بعد فعندها تكثر الأعطال وتخرج خطوط كثيرة عن الخدمة، لأن الشبكات في ريف مصياف بالكامل هوائية وغالبيتها ضعيفة وقديمة تحتاج إلى استبدال ورغم مطالباتنا المستمرة فإننا لانجد أي اهتمام.
مشاريع وصيانات استعداداً لفصل الشتاء
رئيس دائرة كهرباء مصياف صالح اليوسف قال: بهدف مواكبة الحمولات المرتفعة وتزايد عدد السكان تم تنفيذ العديد من المشاريع حفاظاً على استقرار التيار الكهربائي قدر الإمكان لأن زيادة الحمولات تجهد الشبكة شتاء، وذلك حسب توافر المواد اللازمة والإمكانات المتاحة ومن الأعمال التي قام بها القسم هو الانتهاء من تركيب محولة مسجد الإمام جعفر الصادق 630 Kfa وكذلك استثمار محولة على طريق شتيوي سيفو 630 KfA وأيضاً وضع محولة في الحارة الشمالية وهي قيد الاستثمار باستطاعة 1000 Kfa ووضع مركز تحويل مسبق الصنع في قرية زور بعرين 630 kfa لمعالجة الحمولات الزائدة، إضافة إلى الصيانات المستمرة على الخطوط الرئيسية 20 كيلو فولت لتفادي خروجها عن الخدمة كما أنه توجد دراسات للقرى الأكثر أولوية لتكبير محولاتها، ومنها بيت عتق والحارة الشمالية من البياضية وفي كلا الموقعين الطلبات ملحة ولكن التنفيذ يكون حسب توافر المواد كما توجد دراسات لاستبدال بعض الشبكات الهوائية القديمة بقواطع أكبر، وذلك في الريف بالكامل إلا أنه توجد ضرورة أكثر إلحاحاً في كل من قرى الهزانة والقريات.
أسباب تؤثر في التيار
وأضاف: إن اعتماد المواطنين بشكل كامل على الكهرباء أدى إلى رفع الحمولات وتأتي عوامل إضافية كالعوامل الجوية التي تتسبب بالأعطال وهذا ماحدث في العاصفة المطرية الأخيرة التي أدت إلى مجموعة من الأعطال ولكن تم السيطرة عليها بشكل كامل وإعادة التيار الكهربائي للمشتركين إضافة إلى الاستجرار غير المشروع وأيضاً سرقات الشبكات الكهربائية وآخرها في قرية السويدة على طريق حمص مصياف حيث تمت سرقة 9 مسافات ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مجموعة من المنازل كل هذا يزيد من حجم الإرباكات في العمل.
المحولة الثالثة في الخدمة قريباً
مدير محطة كهرباء مصياف محمود زهرا قال: خلال فترة قريبة جداً سيتم وضع المحولة الثالثة 66-20 بالخدمة قريباً جداً والمحولة 30 ميغا لتصبح حمولة المحطة 90 ميغا بدلاً من 75 في السابق، وبذلك يمكن القول إنه مع استثمار المحولة الثالثة سننتهي من التقنين القسري في مصياف وسيتحسن وضع الكهرباء في منطقة مصياف مدينة وريفاً عموماً.
وأضاف: العمل في مراحله الأخيرة حيث يتم تجهيز الخلايا وتمديد كابلات الوصول من المحولة إلى الخلايا وسيتم أيضاً تحويل الكابلات وتحميلها على المحولة الجديدة وهي نيصاف ووادي العيون وعين حلاقيم وبالتالي سيتحسن الوضع.
إذا : مشاريع هامة تهدف إلى تحسين وضع الكهرباء ولكن هذا لايعني أن وضع الشبكة في أحسن أحوالها فمنطقة مصياف لما تزل تحتاج إلى الكثير منها وطالما أن الشبكة هوائية في الريف فحكماً الأعطال مستمرة.
نسرين سليمان