نيران تحت عرش الطاووس عنوان كتاب الجيب الذي أصدره اتحاد الكتاب العرب في سورية هدية مع مجلة الموقف الأدبي، وهو من إعداد واختيار الأديب مالك صقور وتقديم الأديبة فلك حصرية وترجمة الأديب تحرير السماوي.
تحدثت فلك حصرية من خلال تقديمها عن الثقافة الإيرانية المتنوعة عبر توالي الحقب التاريخية، وكيف ظهر الأدب الفارسي للوجود أدباً شعرياً له مشاهيره وأعلامه وسمة عصره، متابعة مع الأدب الإيراني الحديث الذي تشكل بفعل التحولات الاجتماعية-السياسية التي كانت تمر بها إيران عبر مراحل ثورية عديدة، وكيف حدث التحول الجذري في الأدب الإيراني حيث ظهرت أول رواية حديثة باللغة الفارسية.
كما ذكرت موجزاً حول أسماء كتّاب الأعمال الأدبية.
المقدمة غنية وممتعة بطريقة عرض وتركيز معلوماتها ولا يمكن إيجازها ببضعة سطور.
الأعمال المختارة رائعة قوية الحضور والتأثير رغم بساطة كلماتها التي تقترب كثيراً من لغة الحياة اليومية للإنسان بعيداً عن الشاعرية والرمزية الغامضة، وقد اتصفت بعمق المعنى عبر سرد لمجريات تفاصيل حياة الشخصيات وردات أفعالهم بتحليل نفسي واضح دون تدخل الكاتب، فالشخصية هي من تعبر عن نفسها من خلال مسيرة حياتها عبر سرد ذكي من الكاتب وقد تجلى هذا الأسلوب التحليلي بشكل أكبر ضمن أعمال غلام حسين ساعدي. أيضاً لاحظت الاضطهاد الذي يؤدي بمعظم شخصيات قصص الكتاب إلى غضب حانق يتوجه نحو العنف بالرد.
تنتهي قصة (٢٤ ساعة من اليقظة والحلم) للكاتب صمد بهرنجي، بعبارة توضح ذلك من خلال بطل القصة الطفل الفقير الذي كان يعشق لعبة جمل، يراقبه يومياً في أحد محال الألعاب، ويحادثه في أحلامه فقد بات لعبته الصديقة التي تطير به إلى عالم العجائب وتنقذه من الجوع والحرمان.
يقول هذا الطفل عندما جاء غني اشترى جمله لطفلته وأبعده عنه:
((كنت أضرب بقدمي وساقي على الأرض وأبكي بغضب.آه ليتني أمتلك الرشاش…الذي خلف الواجهة الزجاجية.)ص١١٧.
العمل الأدبي الأخير في الكتاب كان للكاتب فريدون تنكابني وهو بعنوان ((الإضراب الأول)).
أجمل مافي أسلوبه التسلسل المنطقي الذي جعل المتلقي يمشي مع أبطال العمل خطوة خطوة، متأثراً ومتفاعلاً دون أي تعقيد وهي سمة اتصفت بها جميع أعمال أدباء الكتاب.
أعمال الكتاب مدهشة عميقة في بساطة سلسة جداً، وقراءة عجلى لن تفيها حقها أبداً..أدعو الجميع للقراءة والاطلاع كي تعم الفائدة والمتعة بشكل أكبر.
لما كربجها