حالة غريبة.. أم..؟

كثيراً ما أتأمل وجوه العابرين قربي ,وأنا وسط الزحام,وجوه يسكنها القلق والهم ومسحة الكآبة تجللها, وللأسف نادراً ما ترى وجوهاً ضاحكة أو مبتسمة, في شارع المرابط و ساحة العاصي وشارع ابن رشد وأماكن أخرى مثل شارع 8آذار والدباغة, وقد وقع نظري على أشخاص يرتدون ملابس عادية وأحياناً أنيقة وجوههم لا توحي بشيء غير عادي ,مظهرهم لا يشير إلى أية إشارة توحي بشيء ما في قواهم العقلية, ولكن ما هي إلا لحظات حتى راحوا يكلمون أنفسهم دون أن يكون أحد بجانبهم ,وتارة ترى أحدهم يسارع الخطا وهو يكلم نفسه بعجلة ,(أكيد دون وعي منهم)، وعلى الرغم من أنني(لست مختصاً بهذا المجال) إلا أن ما أراه هو بداية لحالة غير صحية ,إن لم تكن حالة تقارب (ولو قليلاً ) شكلاً من أشكال الجنون, وعندما سررت لأخي أبي أيهم قال لي: المجنون هو أكثر الناس مصالحة مع الحياة.
والناس بشكل عام هم أسرى وضع مأزوم ,والخيارات تكاد تصل لدرجة الصفر, تجتاحنا أعاصير شتى من غلاء الأسعار ,حتى بات بائع البقدونس (يقرشها على الدولار )..نحن أمام حالة عبثية لواقع مأزوم ,لا يدرك أي منا ماذا يفعل , ولأن العجز يقيدنا عن إيجاد أي حل منطقي فقد بات الهروب إلى مساحة تشبه الجنون أو تقاربه هو الحل الأمثل ,علنا نصبح أكثر مصالحة مع الحياة .قال الشاعر ممدوح عدوان: من غير المنطقي ألا تصاب بلوثة ما في هذا الزمن المثقل بالأزمات والانتكاسات .

محمد أحمد خوجة

 

المزيد...
آخر الأخبار