وجهة نظر …( لايــــك )

مايثير الاستغراب حقيقة لهاث معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً الفيسبوك للحصول على أكبر قدر ممكن من الإعجابات /اللايكات /على ماينشرونه من صور أو بوستات …ونلاحظ التنافس بين الأصحاب أو زملاء مهنة معينة والشباب والصبايا للفوز بحصاد لايكات أكثر،رغم أن معظم مايحدث لايتجاوز موضوع (حكلي لحكلك) أونوعا من النفاق للحصول على ود شخصية معينة ،ويلاحظ المتابع أن عدد اللايكات ليس معياراً لصدق المشاعر أو لجودة المنشور وأهميته والفائدة منه،فكثيراً ماتجد أن منشوراً سخيفاً يحصل على لايكات كثيرة لأنه على أحد صفحات الجنس اللطيف،ولايكترث به أحد لو نشره أحد الشبان، فالموضوع شخصي بامتياز.
يغفل كثيرون أنّ ترجمة العدد الكبير من الإعجابات الافتراضية إلى فعل حقيقي أو مشاعر صادقة ليست أمراً سهلاً، فالإعجاب يبقى محصوراً في الفضاء ولايمكن بناء العلاقات الاجتماعية عليه سواء الصداقة أو الحب أو ماشابه ذلك، ولا يمكن الاعتماد عليه كمعيار حقيقي باستثناء العلاقات التجارية التي يمكن بعدها أن تتحول إلى تعامل مالي، وينطبق هذا إلى حدٍّ كبير على العلاقات التي تنمو سريعاً على الفيسبوك، فلو حاول الناس نقلها إلى الحياة اليومية، فإنّ عدداً كبيراً من هذه العلاقات لن يحظى على لايك واحد من الطرفين في أحيان كثيرة.ففي هذا العالم الافتراضي جميع الأصدقاء مخلصون أوفياء صادقون ….ولكن عند وضعهم على غربال الواقع لن يبقى منهم إلا القليل القليل لايسقطون تحته..
يقوم الكثيرون بالضغط على زر اللايك تلقائياً، على أي منشور للأصدقاء، حتى إذا كان من سبيل الإشارة إلى رؤيتنا له لا لإعجابنا به حقاً. ولكن مهما تعددت أسباب هذا اللايك سواء أكان حقيقيا أو مزيفا لكنه يجلب السرور لصاحب المنشور لأنه يرضي الأنا النرجسية وحب الظهور والشهرة التي يتمتع بها أغلبنا.
يقضي الكثيرون وقتا طويلا على صفحات الفيسبوك على اختلافها، منصرفين عن اهتمامات حياتية أخرى، ليصل الأمر في بعض الحالات إلى إدمان مفرط لا يمكن التخلص منه .
الموضوع ليس سيئا للغاية ،ولكن أود أن أقول إنه يتوجب علينا أن نعي جيداً أن العالم الافتراضي الذي نعيشه اليوم لايمكن البناء عليه إلا بنسب ضئيلة جدا،فالمسؤول الذي يحصل على لايكات كثيرة على أي شيء ينشره،قد لايحصل على لايك واحد بعد انتهاء مسؤوليته، والأمثلة كثيرة لمن يرغب، وقبل أن أنهي كلامي لاتنسوا أن تكبسوا زر اللايك.
فيصل المحمد

المزيد...
آخر الأخبار