أحــــاديث جــــدتي

أحاديث جدتي مجموعة قصصية للكاتبة المصرية سهير قلماوي أصدرتها عام 1935 في مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر, يقع الكتاب في 119 صفحة من القطع الصغير ومقدمته لعميد الأدب العربي طه حسين، قلماوي أهدت المجموعة, وهي مجموعة أحاديث حدثتها بها جدتها التي كانت مأخوذة بسحر الماضي تكلمت عنها بأنها أحبت الماضي عندما كان يومها حاضراً وتكلمت أيضاً عن أهل الزمن الذين لايعرفون الكلفة ولايتصنعونها فإذا ما أحبوا أحبوا بإخلاص وإذا ماعاشروا عاشروا بإخلاص، كانوا لايتكلفون شيئاً بينهم وبين من يحبون ويعاشرون وقد وصفت ليلة حالكة وطقسه مكفهر, والمطر غزيرٌ وتعزر على صديقات جدتها الرجوع إلى منازلهن حين ذلك فلم يكن المبيت عند إحدى صديقاتها إلا شيئاً عادياً ينتحلون له أتفه الأعذار حتى يطول اجتماعهن فيطول سمرهن وسهرهن إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث تقوم صداقة متينة مخلصة ويعيشون كإخوة وأخوات فإذا ماحلّت مصيبة لإحداهن حزن الجميع له.
كما ذكرت فيها أيام الحروب في مصر أن جدتها ساعدت مصر وغذتها بأبنائها وزوجها وقلبها فلم يعمل واحدٌ من أبنائها إلا في الجيش المصري ولم يمت زوجها إلا في خدمة مصر وقد علقت هذه العجوز ماضيها وحاضرها ومستقبلها بمصر وآمال مصر، وضحت بكل شيء في سبيل تراب وطنها.
حدثتها جدتها في إحدى الليالي عن الشابات آنذاك ثم سألتها: أترين أن الشابات الآن أسعد حالاً من شابات الجيل الماضي والجيل الذي يسبقه ؟؟ أكملت قائلة: لا، أهذه التي تتبرج وتسير في الطريق العام لفتاً للأنظار فلا تظفر بالطبع إلا بإعجاب شر من في هذا الطريق، أتلك سعيدة الحال أم فتاة الأمس التي تظل في دارها كريمة مكرمة؟ أزوجة اليوم التي تظن في نفسها ماليس فيها فتكبر على زوجها حيناً فإذا ماخاصمها سعت لترضيه, أم زوجة الأمس التي تعرف مكانتها تماماً فلا تتكبر حيناً لتذل نفسها أحياناً.
سطرت هذه الكلمات في قصتها لتبين الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر.
وتكلمت عن حكايات جدتها التي لاتنتهي عن الجلسات الحلوة وكعك العيد الذي كانوا يخبزونه بكل الحب جميعاً فيأخذ أسبوعاً أو أكثر.

كانت جلساتهم تحلو من الكلفة والتصنع مليئة بالبساطة. .

أروى زياد حساني

المزيد...
آخر الأخبار