كثيراً ما سمعنا هذا التعبير مع مرادفه ( قلَّعونا ) ، من تلاميذ المدارس وطلابها الذين كنا نصادفهم عائدين إلى بيوتهم في الصباح ، بعدما صرفتهم إدارات تلك المدارس بحجة الاستعداد للامتحانات الفصلية!.
ولم تقتصر ظاهرة صرف التلاميذ والطلاب منذ بداية هذا الشهر ، على بعض مدارس مدينة سلمية ، بل هي ظاهرة عامة سمعنا من أهالٍ وأصدقاء في كل من مصياف والغاب عن تناميها ، كي تتفرغ الإدارات والمعلمات لشؤونهن المنزلية !.
وتخفُّ هذه الظاهرة في مدارس حماة كونها قريبة على مديرية التربية ، وتتوقع إداراتها بأي لحظة جولات تفتيشية للموجهين التربويين أو مشرفي المناطق التعليمية أو الرقابة الداخلية ، أو لأي مسؤول معني بأمر التربية والتعليم ، مايعرضها لمساءلات وربما عقوبات إذا صرفت التلاميذ والطلاب مبكراً !.
وهذا يعني أنه كل ما ابتعدنا عن مركز المحافظة كان لهذه الظاهرة حضورٌ كبيرٌ في المناطق التي لا تشملها الجولات الرقابية ولا يزورها المسؤولون إلاّ بالمناسبات!.
فالامتحانات النصفية تبدأ كما تعلمون يوم الأحد القادم ، ومن واجب الكوادر الإدارية والتعليمية مراجعة المنهاج للتلاميذ والطلاب وتحضيرهم للامتحانات في مدارسهم لا (طردهم ) منها قبل أسبوعين ، والطلب منهم الاستعداد لتلك الامتحانات ببيوتهم ، وهي تعلم تمام العلم أنهم لن يستعدوا !.
ففي ظل الحديث عن صعوبة المناهج ، وتنامي الدروس الخصوصية ، والرغبة بتطوير التعليم العام ، وتحصين أبنائنا الطلاب ضد كل سوء ، وتمكينهم من العلم والمعرفة ، يجب على تلك الكوادر الإدارية والتعليمية الحرص على التلاميذ والطلاب، وعلى استمرار دوامهم بالمدارس حتى موعد الامتحانات، لتحضيرهم التحضير الجيد لها، لا الحرص على إرغامهم على الانقطاع عنها !!.
هذا من الجانب التعليمي ، وأما من الجانب المجتمعي ، فهناك تلاميذ صغار أي بالصفوف الأولى من التعليم الأساسي، أمهاتهم وآباؤهم موظفون بدوائر الدولة ومؤسساتها ويغادرون منازلهم في الصباح المبكر ولا يعودون إليها إلا بعد الظهر ، وهم مطمئنون أن أولادهم بمدارسهم وليسوا بالشوارع أو الطرقات ولن ينتظرونهم أمام الأبواب !.
وبعضهم يخشى على أولادهم من البقاء بالبيت لوحدهم، فهل فكرت إدارات تلك المدارس المتسيبة بهذه النتائج لـ (كعرها) التلاميذ والطلاب من مدارسهم ؟.
لانعتقد أنها فكرت إلاّ بمغادرة المدارس قبل الأوان مهما تكن النتائج سلبية على أبنائنا وذويهم .
وبالتأكيد ينبغي للتربية أن تعالج هذه الظاهرة السيئة وخصوصاً بالمناطق .
محمد خبازي