وردةٌ ذَبُلَت، نَافِذَةٌ أُغلِقَتْ ، قلّبٌ كُسِر، كُلَّ هَذا يُرهِقُ رُوحَاً بَذَلتْ كلَّ مالديها ، وأطفأت نَفسَها
لِكَي تُشّعِلَ رُوحاً ظَنتَها يوماً ..سَنداً..وكلَّ شيء..
وَ لَكنْ مَاذا؟!..مَاذا كَسبَت؟!..
لَقدْ كَسَبت وَجعْاً يُرَافِقها لِآخرِ حَياتِها..كَسَبت دَمعةٌ أطفَأت بَرِيقَ عينيها وَ أخِيرَاً حَظيَتْ بِنَدبة تُذَكِرُهَا بِسوءِ اختِيَارِهَا …
تِلّكَ الفَتاةُ الّتِي كَانَتْ تَمتَلكُ قَلّباً مُتَيّماً بِالحُبِ
الّتِي كَانَتْ قَادِرَة عَلى أنْ تُوزِعَ الأَمَانْ عَلَى كَوكبٍ كَامِل ..والآن هِيَ ذاتَها تَحتَاجُ لِكَلِمةٍ مِن أيِّ عَابِرٍ.
تُشعِرُهَا بِدفءٍ لِتُهَدِئ مِن رَوْعِهَا.. لِتُذَكرها بِأيّامٍ مَضَت لِكَي تَعُودَ تِلكَ الرُوح إلى مَكْانِها .. فلَقد احتَرَقت بِمَا يَكفِي، أصبَحَت رَمَاداً يَجعَلُ كُلَّ مِن حَولِهِا يَتَأذَى..
لَمْ تَعُد تِلكَ الفَتَاةُ السَابِقة..جَمِيعَ مَبَادِئها تَغيَّرَت
بِالرُغمِ من أنَها تَعلَمُ ذَلك.. تَعلَمُ أنَّ مَا تَفعَلُهُ خَاطئ.. وأنَّ كُلَّ هَذا لَيسَ مِن عَاداتِها، كلّ شيء تَغير حَتّى نَفسيتُها تَغيرت.. وأسلُوبَها وكلّ شَيء….
وَ لَكن مَا باليدِ حِيلة.. لا يُوجَد مَن يُوقِفُها….
مَن يُخبِرُها أن مَا تَفعَلُهُ سَيؤذِيها…؟ هيَ نَفسَها لا تستَطيعُ التّوقفْ لأنّ مَا تَفعَلهُ مَا هوَ إلا سَدُ فَراغٍ مؤذٍ.. و لَكن لا أَحد يعلمُ هَذا.. جَميعهُم يَلُومُونَها عَلى رُدودِ أفعَالِها !! فلا أحد يَشعرُ بِها تِلك التي تَحرقُ رُوحها ألف مَرةٍ مِن أجلِهم، لم يَكتَرِثوا بِها، تَرَكوها فِي مُنتَصفِ الطَريقِ تَائهة.
جودي سعيد حارس