استضاف المركز الثقافي العربي بحماة أصبوحة شعرية ضمت مجموعة من الشعراء والشاعرات الذين قدموا نتاجهم الشعري المتنوع بالشكل والمضمون وهم : عباس حيروقة ــ ملك قصاب ــ علي شاهين ــ فاطمة غيبور ــ نداء الحموي ، وقدم الشعراء بأسلوبه الجميل محمد العمر مدير المركز الثقافي .
في البداية نقدم لكم بعض ما قدمه الشاعر عباس حيروقة من مصياف :
هذي حماةُ وذا العاصي يغنّيها
كجنة الله .. ما أبهى سواقيها
هذي حماةُ فيا ربيّ تطوف بها
أنوار قدسك .. فاحفظ كل من فيها
فيها أناسٌ كقمح الأرض منبتهم
ناعورة الروح فيها جود أهليها
تدور مثل دراويش الزمان هنا
تذوب في الحضرة العظمى مآقيها
أدور دورة صوفيً بجبته
قد مسه الكشف مذ بانت معانيها
ومن قصيدة ( فنون الحب ) لملك قصاب اخترنا الأبيات التالية :
أبصر فنون الحبّ وأعشق معشقي
مَدّد حبال العون عوناً تستقي
حكّم صنوف الفهم واحكم بالنوى
واهجر شرود القوم هجراً ترتقي
عمر الفتى فانٍ وعمري بالهوى
يجني كنوزاً قد أراها معتقي
عاشر طيوب القوم وانعم بالهنا
واقرأ عقولاً أبدعت قد نلتقي
عزّز قوام النفس علماً واصطبر
واخلع رداء الذلّ ترقى ياشقي
واتحفنا به علي شاهين بالأبيات التالية :
وحيٌ يراوغني لكي أتمنع
عن أي بوحٍ فالصدى لن يشفعا
ويقول لي ماذا ستكتب يا ترى
والشعر من زمن هنا قد شُيّعا
مرّت عليه حوافرٌ ومضت به
أنياب جهلٍ مرّةٌ فتوجعا
وتسابق الباغون نحو فراشه
فانظر بربك أيّ نسلٍ أطلعا
مرضى بحمّى الشعر أحسنهم به
قد يدعي ما ليس يفهم ما ادعى
وقدمت لنا الشاعرة فاطمة غيبور بأسلوب القائها المتميز شعراً نقتطف منه :
سائلي عنا الزمانا كيف كنا .. كيف كانا
يوم جابهنا الليالي كيف أطلقنا العنانا
قد عشقنا أرض جدّ صوته هز المكانا
إن غفونا أو كبونا أو جلا الحزن وبانا
أو جثا المذكور منا لن ترى منّا جبانا
ومن قصيدة ( لا ترحل ) باللهجة المحكية قدمت لنا نداء الحموي ما يلي :
وجه مليان بغبرة راكمها الزمان
تعب وشقا من العمر ستين وسبعة
وبسمة أكلت من شفاهه كل التفاصيل
ورحلة وقت جابت حسن سمعة
كم مرة ع جبينة لاح الشروق
وكم مرة ضم الليل وهو يسعى
عشرة عمر مو باليوم تنقاس
حبّه يزيد كل ما صليت ركعة
هو نظر عيني وهو بلسم جروح
وهو سند يمدني قوة بألف جرعة .
صلاح أورفلي