لم تنقطع سلسلة الأفكار في مخيلتي ونحن نتجه إلى الجنوب اللبناني المحرر وذلك ضمن فعاليات مخيم الباسل السادس -دورة شهداء الانتفاضة – بين اتحاد شبيبة الثورة واتحاد شباب لبنان عام 2001.
أن تزور الجنوب المحرر يعني أن تعيش ألق الإنتصار والشموخ والإباء ..قرى وبلدات عديدة تحررت من الأسر وعادت إلى حضن الوطن بعد ربع قرن من الأسر والاحتلال . . إنها أرض البطولات،أرض الكرامة والكبرياء…الطريق التي قطعناها طويلة نسبيا» ……
جبال عالية جرداء حرقها العدو الصهيوني لينال من المقاومة الوطنية اللبنانية لكنه باء بالفشل …قلعة الشقيف تبدو كمارد ما غيره الزمن ، عمليات نوعية نفذتها المقاومة كبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة …اليوم ترفرف عليها رايات الوطن والمقاومة .
كانت اللهفة تسبقنا لنصل إلى بوابة فاطمة حيث شهدت اندحار وهزيمة العدو الصهيوني…إنها بوابة فاطمة..بوابة الانتصار ،منها كان الدرس الأبلغ في التاريخ المعاصر،فتحت هذه البوابة طرق النصر من خلال سلاح المقاومة ،سلاح الإرادة القوية على عدو متغطرس لا يفهم إلا لغة القوة …
أسلاك شائكة تبدو أمامنا،مواقع صهيونية محصنة ، مستعمرات لا حركة فيها وكأنها أجداث لا حياة فيها …
لقد زرعت المقاومة الوطنية اللبنانية ببطولاتها وتضحياتها ودماء الشهداء الذين رووا الجنوب الطاهر ،زرعت الرعب والخوف في قلوب الصهاينة فلزموا جحورهم مذعورين….
ساعات سريعة مضت ونحن نسير على الطريق المحاذي للحدود مع فلسطين المحتلة …
من بعيد تبدو مزارع شبعا التي ما تزال في الأسر ولن تكتمل فرحة التحرير إلا بعودتها إلى حضن الوطن…
من بوابة فاطمة رمز الانتصار إلى معتقل الخيام كانت وجهتنا ،هذا المعتقل الذي يحكي قصة صمود الأسرى والمعتقلين الذين عذبوا على أيدي العملاء…
الجدران ..الساحات ..وكل ما في المعتقل يحكي عن أساليب التعذيب والقهر التي مورست من قبل العملاء ضد أبطال المقاومة…
لكنهاالإرادة القوية…إرادة الصمود والتصميم على التحريرونيل الحقوق فكان الانتصار المظفر بفضل دماء الشهداء وتضحيات الشرفاء والمقاومين ….
إنها مشاعر وخلجات عشناها ونحن نزور الجنوب المحرر ، وكلنا ثقة بأن فجر التحرير الكامل قادم لامحالة طال الزمان أم قصر ….
*حبيب الإبراهيم