منذ ما يزيد على ثلاثة مليارات سنة والمتعضيات الدقيقة (جراثيم، فيروسات، بريونات ..) تتعايش فيما بينها.
ومنذ ثلاثة قرون وهي تأسر خيال العلماء وفكرهم.
ومنذ عقود معدودة والأبحاث في البيولوجيا تتسارع على مقربة من العالم الصغري وتعد بالنفاذ عبر عتامة المادة.
وفي الوقت الذي أصبح الإنسان يتخيل نفسه سيّد الطبيعة ومالكها، كان لابد لهذه الكائنات غير المرئية أن تريه وجودها ونفوذها.
إنها تنتمي إلى عالم الأحياء من قبله وهي جزء أساسي من ماضي الحياة ومن ماضيه على حد سواء.
وقد جاءت خلاياه على نسقها في البنية وفي الوظيفة.
إن العالم الصغْري هو بنظرنا أساس العالم الكبْري. وما النبات والحيوان والإنسان إلاّ نتاج خلايا جمعيّة أشد تعقيداً.
وفي خلايا الإنسان ما يشهد على وجود آثار من العالم الصغري في ذاكرات مواده العضوية ووظائفه الحيوية.
كتاب (للجراثيم حكاية في تفسير منطلق الحياة)
المؤلف: مصطفى قره جولي
والصادر -في طبعة الكترونية- عن الهيئة العامة السورية للكتاب.