مالم يصدر رسمياً عن وزارة الاتصالات والتقانة ، و تنشره الوكالة السورية للأبناء – سانا – أو التلفزيون الوطني ، فكل ما يُتداول على الصفحات الزرقاء ، حول رفع سعر مكالمة الخليوي من ١٣ ليرة إلى ١٦ ليس صحيحاً ، وهو مجرد كلام ، أو شائعة ، لتشويش الرأي العام واللعب بمشاعر الناس عزفاً على وتر الغلاء الفاحش ، لصب الزيت على النار ، وتأجيج الاحتقان الشعبي ضد مؤسسات الدولة .
وبث مثل هذه الشائعة على شبكات التواصل الاجتماعي ، ليس بريئاً بالتأكيد ، ويتوارى خلفه من يمتلك عقلاً تخريبياً مدمراً ، ويتربص بهذا الوطن كلَّ شرٍّ ، ويعمل بخبث شديد على تحريض الناس ضد مؤسسات الدولة الخدمية .
فلو افترضنا أن شركتي الخليوي رفعتا فعلاً سعر المكالمة إلى ١٦ ليرة ، فإن ذلك لن يتم من دون موافقة وزارة الاتصالات والتقانة والمؤسسة العامة للاتصالات ، ومن دون قرار رسمي ، ما يعني النيل منهما قبل شركتي الخليوي، وهو الهدف الحقيقي لتلك الشائعة الجهنمية التي أطلقت وانتشرت ليل الأحد الماضي كانتشار النار بالهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وتناقلها الناشطون الساخطون قصاً ولصقاً من دون أي تفكير منطقي بها ، أو الاستناد إلى مصدر رسمي لتأكيدها !.
لهذا نقول : ليس كل ما ينشر بالفيس بوك صحيحاً ، وليس كل ما يتداوله نشطاؤه منطقياً ، وعندما يتعلق الأمر بمثل خدمة الاتصالات الخليوية التي تدخل بصلب حياتنا كمواطنين ، فحتماً كل ماينشر ما لم يكن رسمياً هو مدسوس وينبغي علينا كمواطنين التفكير به والتأكد منه قبل تداوله على صفحاتنا ، والتعليق عليه قدحاً للحكومة وذماً لشركتي الخليوي .
وللعلم، لقد نفى مصدر مسؤول في وزارة الاتصالات والتقانة ، ما يتم تداوله حول ( رفع أسعار المكالمات الخليوية، مؤكداً عدم وجود أي دراسة حالياً أو لاحقاً، وأن أي جديد في هذا الموضوع يعلن عنه بشكل رسمي وصريح ، نافياً بشكل قاطع هذا الأمر ) .
والأسعار كما هي عليه حالياً ١٣ ليرة للدقيقة من خط مسبق الدفع للخليوي، و١٦ ليرة إلى الهاتف الأرضي. أما سعر دقيقة الاتصال في الخط لاحق الدفع فهي ١١ ليرة وإلى الهاتف الأرضي ١٤ ليرة.
فدعونا نبتعد عن القص واللصق ، ولا نتداول أي شيء يتعلق بالأسعار مالم يكن رسمياً ، حتى لانكون أدوات بيد صانعي الشائعات ومروجيها ومستهدفي حياتنا ووطننا ، ونقدم لهم خدمات جليلة بالترويج والنشر على نطاق واسع ، تحت تأثير فورة الغضب و الاحتقان ، بينما هم يجلسون في مكاتبهم الوثيرة يراقبوننا ويقهقهون فرحاً باستخدامهم لنا لتنفيذ أهدافهم السيئة من دون أن ندري وبالمجان أيضاً !.
محمد خبازي