لماذا طيفك يمر بخاطري كنسمة ربيعية ناعمة..؟
لماذا وجودك معي يسيطر على كياني ويقيم في جسدي وكأنك قطعة منه، ومن أعصابي وشراييني، فأنا ياعزيزي حزمة من الأعصاب والعواطف بشكل امرأة وأنت كل مافي من أحاسيس ومشاعر.
كان مساءً جميلاً وكنت فيه تتدفق جلالاً وتفيض سحراً، سافرت معك ليلتها في حقيبة الأيام، عندما أتيت إلي تحمل في معطفك الدافئ المطر يبلل قلبي المتصحر، وبعدها غادرني طيفك مع برق الشتاء واتخذت قرار الرحيل.
لماذا رحلت، وتركت ملامحك تتبعني وعيونك ترقبني وتحدثني؟ كنت تنظر إلي بحنان وتقتل مابداخلي كل شك وحيرة فكيف أبتعد عنك.. وأخسر حناني وشوقي الممتد بين الأفق والأرض.
لقد كنت مشتاقة إليك… واشتياقي لا يحتمل التأجيل، حاولت نسيان عينيك حاولت الابتعاد عنك، فكان هذا مستحيلاً.
ترى أأهرب من نفسي إلى نفسي، أم أهرب إليك، لقد تعودت أن ألقاك صباح مساء… أن أرسم على وجهك صورة رائعة لأحلامي ومشاعري.. تعودت أن أقص عليك حكاية زماني وقدري، تعودت عندما تأتي إلي أن ألقي بين يديك حباً أكبر منك ومني.
لكنك تركتني وخرجت، بلا موعد، تركتني مع وجعي وأحزاني وأوراقي، تلك الأوراق تحتضن بين سطورها ذكريات أسكنتها أنت ذاكرة الأيام.
قرأت كل ماكتبته لي، كان بوحك صادقاً وفياً، أحسست أنك تجلس معي إلى جانبي نتقاسم المشاعر والعواطف، نعيش أحداث سنين من عمرنا مضت بالهجر والحرمان.
عشت لحظات أمام أوراقي وأنا أرسم لكلماتك لوناً جديداً وعالماً جديداً فبدا لي كلام يديك حضارتين وأن يديك حصانان يغتسلان بدمي ودمعي.
يداك أيها الغالي! تراث من الشعر بعنوان عشرين قرناً.
ترى هل أنت ويداك اكتشاف فمنذ دخولي معك متحف الشمع ذاك النهار ومشيت بدون ضوء، فحبك هو ضوء أنار حياتي… وكلماتك إشعاع كوني لا ينطفئ.