في كل شتاء تمر تلك الغيمة الممتلئة عطاءً ومطراً وحياة بعذوبة لاحدود لها.
تستقر في السماء, ترقبنا كلنا بابتسامة الأم الصبورة الحنون..
ثم تمطرنا جميعاً سواسية, دون أن تميز بين جدير بعطائها أو ليس بجدير.
تمر كعادتها بموعدها السنوي دون أن تتذمر أو تكلّ لأنها تدرك تماماً حقيقة مهمتها , وتؤمن بأن وجودها يكتمل بالعطاء.
يالها من نعمة عظيمة لو نمتلكها, وأعظم ما نمنحه للآخرين هو عطاء الحب والأمل.
إنه بجوهره وجودنا كله, ويجعل منا كائنات متميزة تنصر الإنسانية والإنسان فتعلو حضارة الوجدان, وقديماً قيل الكثير بحق غيمة شباط ولكن أليست هي الغيمة ذاتها, التي تحرض اختلاج الروح في البذور الدفينة في الأرض!!
أليست هي معجزة الطاقة المختزنة في براعم النباتات لتعطي الزهر فالثمر.
الآن.. إذا نظرنا في سماء أرواحنا ـ نحن البشر قد نجد سحباً للحقد والغل والحسد, سحب لاطاقة لها إلا عل ضخ الكآبة في أعمق أعماقنا .
لماذا نسمح لهذه السحب أن تتراكم في نفوسنا؟ لماذا ندعها تحجب شمس المحبة والتآخي؟ نحن بأيدينا نصنع كل هذا..!!
أرنو ببصري إلى غيم الطبيعة، الفرق واسع شاسع! وأسأل نفسي متذمرة دائماً، والكثيرة الشكوى, والملل في كل الأوقات أليس جميلاً أن كون كهذه الغيمة المعطاء!.
أليس نيلاً أن نتعلم منها حقيقة الحياة!..
وكم هو رائع أن نكون غيمة, ولو لمرة واحدة, في العام.
رامية الملوحي
المزيد...