هل لي بقليلٍ منكنّ .. من شذى الضحكات البلهاء .. وَ بعضٍ من نظرات العيون اللاتي يتفحّصن الأُخريات آملين أن الحزن الواضح شيء عابر وسيزول .. لتُضحِك إحدانا الأخرى .. ولتتمنى الواحدةُ مِنّا للثانية حُلماً ظنّته الحالمةُ مستحيلاً فأتى بإذن الله عبر دعوة ..!
عن الشعور المريح الذي يُخيطُ لي قلبي حينما أراكُم بعد غياب .. عن الحرمان الذي يعتريني من لوعةِ الفراق .. عن الآمال الطفولية التي أذابت أصواتنا خلف حواجز من دموع عندما لم تتحقق .. كـخروجنا من المرحلة الثانوية ودخولنا الجامعة معاً ..!
كنتُ أشعر بكل واحدةٍ منكّن .. تنتابني غصّة على من تغيّرت عليّ .. على من لم يـعُد يهمها أمري .. أعودُ بذاكرتي للوراء في تلك اللحظة التي قلتُ فيها اسمي معرّفة عن نفسي أمامكن .. عن ترحيبي الحارّ بكن وترحيبكن الجنونيّ بي .. كلماتٌ وآهات .. أسرارٌ خبّأتها في جحر قلبي.. ألعابُ أطفال قد لعبناها ونحن في عمر الثامنة عشرة .. كـفتّحي ياوردة! وصبّابة، وكـيس حنطة وكـيس شعير ..!
أصوات الضحك ورنين الجرس وصياحُ آنسة اللغة العربية على المشاغبة .. مازالت عالقة بأطراف ذاكرتي ..
كان من الصعب أن نفترق .. وصار الصعبُ سهلاً، وافترقنا .. ومازالت أيدينا خلف ستارٍ من سراب تتشابك رُغماً عن أنفِ البُعد .
لمى منصور