يتحدث الباحث المعروف محمد قجة الرئيس الفخري لجمعية العاديات عن الأعمال الشعرية لليندا ابراهيم قائلاً:
هدتني الصديقة الشاعرة « ليندا ابراهيم « خمسة دواوين من مجموعاتها الشعرية الغزيرة المبدعة ، وتحمل هذه الدواوين العناوين التالية :
1 – لدمشق هذا الياسمين
2 – أنا امرأة الأرض
3 – لحضرة الرسولة
4 – لسيدة الضوء
5 – منمنمات دمشقية
أولاً : يلاحظ في هذا النتاج الشعري الثري أن الشاعرة ليندا متمكنة من أدواتها المعرفية والفنية ، ومن رؤيتها الوطنية والقومية والانسانية ، ومن بوحها الشفيف الذي يصدر عن نفس رهيفة تمتلك الحس الشاعري الذي يمزج الرؤية بالرؤيا ؛ ويناغم بين الفكر والفن ؛ ويتقن نسيج الحروف وجعلها تتراقص في كلمات ساحرة معبرة .
ثانياً : ومن جهة أخرى يلاحظ لدى الشاعرة ليندا هذا الاقتدار في التناوب بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وقصيدة العمود التي تتقنها بصورة مدهشة ؛ وكأننا مع هذه القصيدة العمودية أمام نموذج عباسي فريد .
ثالثاً : من تلك القصائد العمودية المبكرة يبرز هذا البوح الصوفي في مفهوم الحب :
أنا المصوغة من طين ومن ماء
أنيسي الله في سري ونجوائي
هذا هو الحب إذ أحيا به وله
فإن فنيت ففي أيديه إحيائي
ويظهر هذا الإبداع المتمكن في قصيدة العمود جليا في كثير من القصائد :
يا حب هل من سلافات معتقة
فالوجد يظمي فؤادا أنت تضنيه
رابعاً : تحتل قصيدة التفعيلة مكانا بارزا في إبداعات شاعرتنا المتميزة ليندا . وقصيدة التفعيلة ليست بعيدة عن العمود الشعري ؛ وذلك من خلال الإيقاع والجرس الموسيقي وتناوب القوافي المتحررة من الرتابة .
وهذا نموذج شفيف من قصيدة التفعيلة في إبداع ليندا :
( وتقول لي : قدر أراد
منذ التقينا ، والحنين بمقلتيك يهز وجدي
والجوى المكنون في الروح التي عشقت شذاي
وذلك الألق القصيا . )
خامساً : تكاد قصيدة النثر تغطي المساحة الأوسع في تلك المجموعات الشعرية ، وبخاصة في المجموعة الاخيرة « منمنمات دمشقية « . وتعتمد الشاعرة في ذلك البوح النثري على مخزونها الموسيقي المتداخل مع ثراء الكلمة وتدفق الروح الفنية فيها :
( لمن تشي الروح بفزعها ؟
الوحشة وحش ضار
والخواء بالمرصاد
سأدعو سيد الليل
لينسل الستارة عن حزني
خيطا خيطا )
سادساً : مما يلفت النظر هذا التركيز على عشق دمشق وجودا وتاريخا وتراثا وحياة وثقافة وفنا .. وهو عشق في مكانه لمعشوقة تستحق ذلك :
( صباحك الحب والحنين
صباحك عشاق يدرجون على صدرك
صباحك كوجه حبيبي
كروحه المتوضئة لموعد صلاة في بيوت أوليائك الصالحين
صباحك سورية )
سابعاً : يحق للشاعرة المتألقة ليندا إبراهيم أن تسعى إليها الأوسمة والجوائز وبراءات التكريم والتقدير، فهي ونتاجها الشعري أهل لذلك بكل جدارة .