استضافت مديرية الثقافة بحماة أمسية أدبية أحياها مجموعة من الشباب قدموا نماذج مختلفة من الأدب. وظهر بينهم مواهب مبشرة تدل على أن مستوى الأدب في المستقبل يبشرنا بالخير ويشير إلى مواهب سيكون لها مكانة مهمة بين أدباء الجيل القادم.
بدأت الأمسية بقصيدة للشاب محمد نور دمّير أخذنا منها مايلي:
ماذا سأكتب ياليلى أخافُ بأن
يظنك الناس من وحي الخرافات
ماذا أقول أنا في الحب إن بدأت
هذي القصيدة من فصل الخيانات
إن الخيانة كفر في شرائعنا
فكيف لو كنت وحياً للرسالات
ياأيها الحب ياليلى الخسارات
تدرين أن الهوى محض انكسارات
ماعدتُ أهواكِ نسياني سينقذني
من لعنة الشوق من هذيي وأنّاتي
وألقت الشابة شمس جبارو قطعة أدبية اخترنا منها مايلي:
ترى لم تصل رسائلي!
أم أن الطريق الذي تكاثف ليحملها كان
أكثر الطرق التي يُنصح بها لبلوغ ضماد
يعلل اتّساق جرحي مع المسافة
الشريدة.. ( طريقة الهزيان)؟
ضاع! لم يعد هنالك أيّ أمان
ومن قصيدة (الحطيم) اخترنا مما قدمه الشاب زكريا الشامي:
أنقذت من بين الركام قصيدة
ثكلى وتذرف بالروف الهشة
إثر احتضارٍ ما أنين تلاوة
لا حفص يُدرك سرّها أو ورشة
ضمي رفاتي واسقنيه تمنّعاً
ثم انفثي صرحاً يقاوم بطشه
رشّي عنائي غيض كله حفاوة
كي أنهض الأخرى بوهم الرشّة
لن يفقهوك.. فدع بكاءك صامتاً
والقلب يفرغ من القصيدة جهشه
وقدمت الشابة فتنان كف الغزال بعضاً من نتاجها الأدبي اخترنا منه مايلي:
متخبطة هي مشاعري الآن، تخبرني أن تثبيت عنقي إلى الحاضر لن يجدي، فالحاضر يضج بالأشواق أيضاً، في كل غرفة منه، تختبئ ذكرى ما، واحدةً، توارى صوراً عشوائية وأخرى، دفتر ذكريات مهترئاً، وماتبقى، مبعثر في كل أحياء الواقع، في سمائه وأرضه، مائه وصحرائه، بين أنفاس صباحه وعسعسة الليل!
ومما قدمه الشاب مصطفى أواب اخترنا الأبيات التالية:
جلست أمامي، أم خلالي أم على
رمش العيون ولفتة الأحداق
ماعدت أعرف هل أنا كل وهل
تاهت بعيني نبضة الخفّاق!
أذّنت في محراب وجهك فالتفت
نحو الفؤاد، وجلجلة المشتاق!
الله أكبر والشفاه تبسّمت
الله أكبر ، واستوت لعناقي
وكتبت الشابة داليت قاشوش بعض القطع الأدبية اخترنا منها مايلي:
لمن شقّ أكمام مصيره على حساب مشاعرنا
متأسفون أننا أبرعنا بمحو آثار العودة من جميع
أغنياتكم من بحّة فيروز بعد منتصف الليل من الممرات
ذات الأصوات الساكنة بلمعة العين فقط
وفناجين القهوة الحلوة صراخنا في مباريات كرة
القدم عند فوزنا، تبادل الضحكات العالية جداً
في الشوارع، مما يجعل أشجار الياسمين تشهق
من لهفتنا!
ومن نتاج طلحة عكعك اخترنا الأبيات التالي:
أنا من سيعزف للمجرة قصبةً
ومن التراب نسائم الجوزاء
أنا من سيرجع للسفينة نوحها
وإلى الشريد حقيقة الآباء
أنا من سيعطي للسحاب دموعه
وإلى الرمال خريطة الصحراء
خذني لمشكاة الحبوب حمامةً
وارسم يديك بإصبع البناء
واكتب لعنقود السماء قصيدة
وقع السهام أنا فضائي
وختم الشاب أحمد أبو ربعية الأمسية بعدد من قصائده اخترنا منها مايلي:
عيناك تُدهشني في الحال تدخلني
للكاس تسحبني شربت ماانسكبا
صاحت ضلوعي وزرنا في الهوى ألقاً
لكنها صُيّرت من حبهم حطبا
فهل أتاك حديث الوقت ياإمرأة
أطوف حولك، أهدي الساعة السّببا
من نشاط الشباب ألقى مدير الثقافة سامي طه كلمة حيا فيها الإبداعات التي قدمها الشباب، وأشاد بأمسيتهم التي كانت حفل ختام لمهرجان الشباب الذي قدم على مدى الأيام الماضية، وتمنى أن تنجح مديرية الثقافة بتشكيل فريق من مبدعي الشباب في مجال الثقافة.
صلاح أورفلي