تأخر قليلاً المطر هذه السنة , والشتاء كاد أن يودعنا , وبعضهم تلبسه اليأس والقنوط ,بأن هذه السنة ربما (لا سمح الله)سنة قحط , وهكذا سارع للدعاء والتوسل بأن تهبنا السماء من كرم الله ,ولكن هاهي السماء تجود علينا بكنزها الذي يفوق ثروات الأرض , والمطر الغزير يهطل لفترة طويلة , وكأنه يعوض فترة احتباسه .
لا أخفي عليكم الفرح العظيم الذي قرأته في عيون الناس ,الصغار والكبار , وانبرى الجميع يردد بأن هذه السنة , سنة خير إن شاء الله!.
ولكن البرد الشديد بلغ حدا لا يطاق ,وخصوصاً أن شريحة كبيرة من الناس لم تحصل على استحقاقها من مادة المازوت , وبعضهم وقف متفرجاً على توزيع هذه المادة الحيوية ,وهو لا يملك سوى الجيوب الخاوية ,فآثر بيعها لتعود عليه بفتات من المال .
أحدهم قال لي : لا بأس بأن أستفيد من فرق السعر وأعود لأطفالي بوجبة دسمة (كيلو لحمة شواء, طبعاً لحم فروج ),لأننا منذ زمن بعيد لم نقارب الدسم ,ثم ردد ساخراً : ألا يحق لنا أن نتعرف على رائحة الشواء ,ونترك لأصابعنا أن تعبث بهذا الشواء الذي يحمل لذة لا يعرف وقعها بالفم والمعدة سوى نحن ,ثم ختم قائلاً : مللت مشاهد الشواء بكل ألوانه وأصنافه في الدراما السورية والعربية بشكل خاص .