بيت الجد هو العشق الأكبر للأحفاد فهو المتنفس ومكان لقضاء أجمل الأوقات بيت تملؤه السعادة والراحة فما يقوم به الأحفاد في بيت الجد لايستطيعون القيام به في بيوتهم فما السر وراء ذلك؟
لمعرفة السبب وراء هذا العشق كان لنا عدة لقاءات مع الأجداد والأحفاد لمعرفة السبب الذي يكمن وراء تعلق الأحفاد ببيت الجد فقالوا:
أنتظرهم بفارغ الصبر
أم جلال قالت: روحي معلقة بأحفادي لذلك أقوم بتحضير الأكلات الشهية والحلويات التي يحبها ويطلبها أحفادي عند اقتراب موعد قدومهم فأنا أنتظر نهاية الأسبوع الذي هو موعد مجيئهم لأقدم لهم ما لذ وطاب، حيث يلتقي أبناء الأعمام والأخوال يلعبون ويفرحون، وأحياناً ينامون لليوم التالي.
أشعر بسعادة كبيرة وأنا أستمع لقصص أحفادي الصغار ببراءة، وماذا حصل معهم ومع أصدقائهم ودراستهم ، فهم كما يقال: «ما أغلى من الولد إلا ولد الولد».
ويستغرب عبدالله بأحيان كثيرة من ابنته رند (10 أعوام) التي ترفض مغادرة بيت جدها، وتستمر بالبكاء في اللحظات التي تعود بها إلى منزلها، فهي لا تشعر بالفرح إلا وهي تلهو وتلعب في بيت والديه، وتمسك بيد جدتها في كل مرة وتطلب منها البقاء عندها.
أفرح كثيراً بهذه العلاقة الجميلة التي تربط ابنتي مع أجدادها، رغم أني ووالدتها نوفر لها في البيت كل الألعاب وكل ما يسهم في تسليتها، لكن ترفض كل هذا وتطلب باستمرار الذهاب إلى بيت جدها، والنوم في عطلة نهاية الأسبوع.
أما جمانة قالت: أنا لا أحبذ ترك منزلي لأي سبب كان، أو السفر وتغيير نظام حياتي، إلا أن السبب الوحيد الذي يجعلني أقدم على هذه الخطوة بكل رحابة صدر وبدون أية شكوى، هو ذهابي لرعاية أحفادي.
فأبنائي يعيشون منذ مدة طويلة في إحدى الدول المجاورة. لكن تعلقي بأحفادي جعلني في الفترات الأخيرة دائمة الذهاب إليهم، ولم أعد أحتمل مرور الكثير من الوقت بدون رؤيتهم.
وتضيف: إنني أصبحت أنتظر فصل الشتاء لأسافر مدة شهر لأبقى بجانبهم، مبينة أن لهم تأثير السحر عليها ولا يمكنها أن تقاوم رؤيتهم أو قضاء الوقت معهم.
أما بيت فاطمة فيتحول إلى مدرسة في عطلة نهاية الأسبوع، وفق قولها، والسبب هو تجمع أحفادها، إلا أن ذلك يضفي عليها وعلى زوجها الفرح ويملأ البيت بالبهجة والحركة والأجواء الجميلة، فأحفادي يجدون في منزلنا متنفساً لهم، وفرصة للتصرف بحرية بعيداً عن القوانين الصارمة في بيوتهم.
أما الأحفاد فكانت آراؤهم
أحب الذهاب كل يوم إلى بيت جدي.. ويا ليتني أستطيع العيش عندهم على طول، هكذا يقول الطفل زين (10 أعوام) الذي تربطه علاقة وثيقة بجده وجدته، إذ يقول إنهما يسمحان له باللعب بأي وقت ولا ينزعجان عندما يعلو صوته أثناء لعبه مع ابن عمه، ويسمحان له بأكل ما لذ وطاب.
ويبين أن والديه لديهما قوانين كثيرة تحديداً بوقت النوم ووقت الدراسة، وحتى الجلوس لمشاهدة التلفاز، لكن ذلك كله يلغى عندما يذهب لبيت جده.
أما رولا فقالت أعشق الذهاب إلى بيت جدي واللعب مع عمتي الصغيرة فهي تخلق لنا جواً من البهجة والسرور وتسمح لي التصرف براحتي بكل شيء، وألعب معها ألعاب كثيرة لا أستطيع القيام بها في بيتنا.
نايا ذات الست سنوات قالت: لاأتحمل أن يمر يوماً دون أن أرى جدتي حتى أنني قبل أن أدخل المدرسة كنت أنام عندها بشكل يومي فهي أمي الثانية.
وعن علاقة الأجداد بالأحفاد حدثتنا الاختصاصية الاجتماعية ديمة قائلة :
إن العلاقة بين الأجداد والأحفاد قائمة على العاطفة والحب الكبير والشوق إليهم والخوف عليهم. كذلك الحفيد يعتبر جده ملاذاً آمناً له، ومصدراً للحنان والعطف.
و إن الأجداد أشبه بجدار الحماية في حياة الأحفاد، لافتة إلى أن هنالك الكثير من الطقوس التي يمارسونها معهم مثل الخروج معهم في نزهات والاستمتاع
بوقتهم وقراءة القصص، كلها أمور تنعكس على الصحة النفسية للطرفين.
كما أن علاقة الأجداد والأحفاد يسهم بنشر الألفة والمحبة بينهم، وتشكيل الذكريات الجميلة التي لايمكن أن ينساها الحفيد مهما كبر، إذ يقدم الأجداد على أمور عديدة لم يفعلوها مع أبنائهم في السابق، ويعوضونها مع الأحفاد.
المزيد...