بداية لا بدّ من أن أشير لا بل أؤكد على أن ما سآتي على ذكره من ملاحظات ليس الهدف منه الإساءة أو النيل أو الانتقاص من مؤسستنا – اتحاد الكتّاب العرب – التي نعتز ونفخر بأننا أعضاء فيها، أو من أحد زملائنا، بل على العكس تماما كل الهدف وأقصاه أن نرتقي بمفهوم العمل الثقافي تجاه النضوج .ونرتقي ببعضنا بعضاً ..
ثانياً ولكي أقطع الطريق على من سيتفضل بالقول لماذا نكتب هنا أو هناك ولا نتحدّث بهذه الأشياء تحت قبة الاتحاد ..في جمعيتنا ..جمعية الشعر أقول : وهل أكتب أو انشر في صحف أو منابر خارج سوريتنا النور مثلاً أم على العكس تماما أكتب وانشر في منبر سوري وطني نفخر به لأن لا ثقافة بلا إعلام وطني ولا إعلام وطني بلا ثقافة , وما المانع أن نتحدث هنا وهناك معا ؟؟!!
أقامت جمعية الشعر مهرجانها السنوي الشعري و الذي أفتتح بندوة نقدية وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الكتاب العرب وتأسيس وزارة الثقافة أيضا وبالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب
لن أدخل في هذه العجالة بحيثيات ما قدّم ولكن ما يمكن قوله وباختصار أن الندوة النقدية جاءت بعناوين جد هامة وغنية وقدم الزملاء المشاركون ما هو مميز وحيوي باذخ ..
وكذلك الشعر، تألقت بعض الأصوات في جلستين: الأولى مسائية ومن ثم تبعتها في اليوم الثاني جلسة صباحية. قدم الشعراء بعض نصوصهم فكانت متفاوتة المستوى وهذا طبيعي حتى عند الشاعر نفسه بين قصيدتين ولكن بالمجمل وجود بعض النصوص المائزة شكل ناهضة ورافعة لسوية المهرجان.
ولكن ما يمكن أن أسجله هنا لا يلغي أهمية ما قدم ولا يبخس جهد أحد ،ولكن أهمس هنا من باب المحبة والغيرة بهدف الوصول إلى صورة أكثر جمالا وبهاء تليق بمؤسسة ثقافية سورية حقيقية
معوّلا على رحابة صدر إخوتي وزملائي .
أولا : نحن في جمعية الشعر ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر نتداول إقامة هذا المهرجان على طاولة الجمعية في اجتماعاتها الدورية إلى أن تقرر ،وبعد مداولات، إقامته في المركز الثقافي العربي في ( أبو رمانة) وهذا ما معناه أن يكون الإعداد قد تم وكما يقال (على نار هادئة) لا سيما أنهم دعونا إلى أن يتم تشكيل لجنة للإعداد لهذا المهرجان والذي من المفروض أن يكون بمناسبة جد هامة ولن تتكرر في عهدنا نحن (العيد الذهبي لتأسيس الاتحاد) من شان اللجنة التباحث والتدارس والتوصل إلى صيغة ما للخروج بالشعر إلى الناس ..إلى الجامعات ..إلى المدارس ..إلى الساحات العامة ..الخ وأيضا التواصل مع الإعلام بكل فروعه المقروء والمسموع والمرئي وتم اقتراح إقامة مهرجان شعري في كل المحافظات بنفس اليوم والتوقيت الذي يقام في دمشق وتم تبني هذا الاقتراح بالإجماع ولكن ما الذي حدث وكيف ؟؟!!!
أولا : لم يتم الإفصاح عن الأسماء المشاركة إلا قبل أيام قليلة من المهرجان ولم يتم تبليغ جميع المشاركين كما تبين من كلام الزملاء ..وحين السؤال عن السبب جاء الجواب بأنه تم نشر الإعلان عن المهرجان على صفحة الجمعية وموقع الاتحاد وأيضا تم تبليغ الفروع ..ولكن السؤال: هل أصبحت صفحات التواصل وسيلة رسمية وحسب دون سواها ..لعلّ البعض ليس لديه صفحة أو خبرة في التواصل ..؟
ما الذي كان يمنع من إعلام المشارك هاتفياً مثلا أو من خلال الرسائل النصية ؟
ثانياً : من البداهة أن مهرجانا بهذا المستوى أن يكون ثمة ملصقات خاصة به ..بمناسبته ..بأسماء المشاركين ..من البداهة أن يكون ثمة ملصقات تعلّق على مداخل المركز الثقافي العربي بأبي رمانة أو باتحادنا الأم مثلا وهذا أضعف الإيمان.
وأن تكون ثمة بطاقات دعوة تطبع توزع على أو إلى وسائل الإعلام والجامعات مثلاً ، وحتى كان من الممكن أن تكون غير لافتة أو يافطة تتوزع هنا وهناك في شوارع وساحات دمشق ،ولكن للأسف لم نستفد من فشل تجربتنا مع جامعة دمشق في فعالية سابقة قد أقمناها منذ أشهر قليلة !!!
كما أنه لم يتم أصلا اعتبار مهرجاننا هذا من ضمن خطة ثقافة دمشق – المركز الثقافي العربي في أبي رمانة أو بالتعاون معه معتبرين أن نشاطنا هو خاص بنا وحسب وعدم وجود الفعالية ضمن كراس النشاط الشهري يؤكد ما ذهبنا إليه ..
ثالثأ : أرى أن اتحادنا ،أو بشكل أدق جمعيتنا ،قد ظلمتنا وظلمت نفسها في اختيار مركز (أبو رمانة) بهذا الشكل الهش وغير المدروس مكانا لتنفيذ فعاليتنا هذه وتأتّى هذا الظلم من خلال التزام المركز بفعالية عقب فعاليتنا مباشرة وهذا ما تسبب بتسريع محاور الندوة وحرقها كيفما اتفق وخاصة عدم فسح المجال للحوار رغم رغبة العديد من الزملاء بالكلام ..
رابعاً : الجلسة المسائية والتي فوجئنا بتوقيتها غير المبرر أصلا ( الرابعة ظهرا ) وأتت الحجة أن المركز ملتزم أيضاً بفعالية مسائية تعقب مهرجاننا ،وهذا ما ساهم أيضا إلى حد ما بضغط المشاركات.
والسؤال البدهي هنا : لماذا لم يتم التنسيق مع ثقافة دمشق منذ أشهر حين طرحنا فكرة المهرجان غير مرة على طاولة الجمعية وتوصلنا إلى قرار باعتبار مركز (أبو رمانة ) مقراً للفعالية ..؟
عباس حيروقة