من المعروف أن الكبة هي الأكلة التي يشتهر بها أهل حلب ، لكن ما هو ليس معروفاً أن لأهل الريف أيضاً كبَّتهم التي اشتهروا بها وقدموها لزوارهم على أنها جزءٌ من تراثهم.
لكن هذه الكبة تختلف كثيراً عن غيرها من حيث المكونات وطريقة الطهو وحتى التسمية، فهنا يطلقون عليها اسم «الكبيبات بالسلق» ويقولون إنها طعامهم وطعام آبائهم وأجدادهم المفضل .
تقول الجدة أم محمد كبيبات السلق كانت ومازالت الأكلة الرئيسية التي يقدمها أهل القرى للضيوف القادمين من خارج المنطقة والذين يزورون قراهم على أنها الأكلة المفضلة والجزء الذي لا يتجزأ من تراثهم ، حيث كانوا يحتفلون بضيوفهم بهذه الأكلة التي تعتبر من أشهى المأكولات التراثية إضافةً إلى كونها أشهرها وأكثرها صعوبةً في الطهو تقريباً .
.وعن طريقة التحضير قالت :
الطريقة التي يتم بواسطتها تحضير الكبيبات : في البداية يتم نخل الطحين بواسطة المنخل لكي تتم إزالة أية شائبة فيه، ثم يتم وضع الطحين المنخل في طشت كبير (وعاء) ويضاف له الماء والملح ويتم عجنه بشكل جيد، ثم نقوم بتقطيع العجين إلى دوائر صغيرة على شكل (كبول) وبعد الانتهاء من ذلك نحضر السلق ونقوم بغسله بشكل جيد قبل أن نبدأ بتقطيعه بالسكين (المكتة)، ثم نقوم بعملية فرك للسلق ونصفي المياه منه بشكل جيد لكي يلتصق جيدا على العجين، بعدها تتم إضافة البصل المقطع وزيت الخريج مع الفلفل والكمون والنعنع، وبذلك تصبح الخلطة جاهزة .
بعد أن تصبح الخلطة جاهزة نقوم بوضع مادة «الفريفور» (مادة أشبه بالقشور يتم استخراجها عبر طحن القمح) على اليدين ومن ثم نبدأ بحشو الخلطة داخل أقراص العجين التي لا يزيد حجم الواحد منها عن حجم صفار البيض حيث يتم فتح فراغ في وسطها وتحشى بالسلق ثم يتم إغلاقها مجددا بالعجين حتى تأخذ شكلاً مخروطياً ويكون «الفريفور» غشاءها الخارجي.
عملية التحضير هذه تستهلك جهداً كبيراً وقد تستغرق نصف يوم تقريباً : ( فبعد الانتهاء من الحشو نحضر طنجرة النحاس ونضعها على الحطب ونملأ نصفها بالماء مع ملعقتين من الزيت وننتظر حتى تصل المياه إلى درجة الغليان حينها نضع «الكبيبات» بداخلها ونجعل النار هادئة من تحتها لكي تنضج الأقراص مع محافظتها على شكلها وتكورها، ولتبقى محافظة على السلق داخلها، هذه العملية لا تستغرق أكثر من \20\ دقيقة بعد أن يغلي الماء بعدها تصبح «الكبيبات» جاهزة لتناولها كطعام للغداء).
حيث يتم صنع صلصة مناسبة لها مصنوعة من مرق السلق يضاف لها الزيت ودبس الرمان حيث يتم تغميس الكبيبات بهذه الصلصة وتناولها ساخنة
وتضيف كانت هذه الأكلة طقساً خاصاً من طقوس الشتاء في أيام المطر والبرد ، وعن سبب تسميتها «الكبيبات» : «الكبيبات بالسلق» هو اسم الجمع حيث إن كل قطعة منها تسمى «قرص كبة» وهو بشكل طبيعي محشو بالسلق لذلك سميت «الكبيبات بالسلق» .
ازدهار صقور
المزيد...