ولد شبلي شميل عام 1850 في بلدة كفرشيما في أسرة مثقفة. أخوه الأكبر وليم كان مدرّساً مولعاً بالفلسفة والعلوم الطبيعية، وأخوه الثاني أمين كان محامياً.
توسم فيه والده إبراهيم ملامح الذكاء فأرسله إلى الكلية الأمريكية ببيروت. تخصص في الطب وتخرّج عام 1871. أرسله والده الى باريس لمزيد من التخصص حيث اقام فيها مدة سنتين انتقل بعدهما إلى الاستانة حيث قدم امتحاناً في الطب فكان في طليعة الناجحين.
درس مع الطب نظرية التطور والعلوم الطبيعية وعلم التشريح، واطلع على نظرية داروين كما شرحها الفيلسوف المادي الألماني لودفيغ بوخنر. عاش ما يقرب من نصف حياته في مصر، في الإسكندرية، طنطا، ثم القاهرة.حيث مارس الطب والكتابة حتى وافته المنية. أما انفتاحه على فكر داروين فيعود إلى خطبة ألقاها أحد أساتذة الكلية أدوين لويس في 1882 وعرج فيها على مذهب هذا الفيلسوف في النشوء والارتقاء، ما أثار غضب الإرسالية الأميركية، وقسم الأساتذة والطلاب بين محبّذ ومقبّح، ودفع لويس إلى الاستقالة وبعض الأساتذة إلى الهجرة إلى مصر.
آمن الشميل بأن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة الطبيعية، وقد رأى في مذهب داروين حلاً لكل المسائل الاجتماعية والعلمية والفلسفية، ذاهباً إلى أن الإنسان من أصل مادي، وأنه قابل للارتقاء إذا عرف كيف يستخدم قوى الطبيعة. كما قال بمبدأ التوحيد الذي لا يسلم بشيء غريب عن الطبيعة، وبقدم المادة وتلازمها مع القوة.
أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886م، كما أصدر هو وسلامة موسى صحيفة أسبوعية اسمها المستقبل سنة 1914 لكنها أغلقت بعد ستة عشر عددا.
كان من العلامات الأخلاقية المعروفة. دافع عن العلمانية كنظام سياسي، إذ كان يرى بأن الوحدة الاجتماعية، ضرورة أساسية لتحقيق إرادة شعبية عامة، تستلزم الفصل بين الدين والحياة السياسية على اعتبار أن الدين كان عامل فرقة.
من مؤلفاته :
• «فلسفة النشوء والارتقاء».
• «مجموعة مقالات». مما نشره في المقتطف والهلال.
• «المعاطس». رسالة.
• تحقيق لكتاب فصول أبقراط.
• تحقيق لكتاب أرجوزة لابن سينا.
دخل د. شبلي الشميل غرفة الاستحمام صبيحة الأول من كانون الثاني عام 1917 ولم تلبث زوجته أن سمعت أنيناً تبعته صرخة «يا الله». وإذ أسرعت إليه وجدته جثة هامدة إثر نوبة حادة من نوبات الربو التي طالما عانى منها في سنواته الأخيرة.
إعداد : محمد عزوز