كتب محمد علي شمس الدين احتفاء بمطلع هذا العام:
1
أول العام ، ها قد فتحنا شبابيكنا للطيور الأليفة
وها تأخذ الطير أعشاشها ، في ثقوب المدارس أو في شقوق الحوانيت والأقبية .
تعالوا ادخلوا ولا تجزعوا من عداوات آبائكم
وألقوا على الباب ألعابكم العسكرية
إن في دندنات الصغار ودندنة البحر سَّراً يغور إلى فرح الأرض أو للبكاء
ولكن هذا الشتاء الذي أثقلته السحائب لم يستطع غسل حزني
ولم يستطع غسل كل الدماء التي في زوايا الشوارع أو في زوايا العيون
وهذي العواصف لم تستطع محو تنهيدتي في الهواء
2
أول العام ، هذا اعترافي بأن الحروب انتهت
وأن الدموع التي أثقلت جفن أمي
تجف بمنشفة الريح شيئا فشيئا ، وتشربها شمس تموز
لابد أن يشرب العام كل الدموع
وأن يطلق الطير أحلامه في سماء بلا ساحل ولا نقطة للجمارك عند اشتباك الغيوم
ولا بد أن يبدأ العام من نقطة في سقوط المطر
3
..أول العام ، أحلم أن الحروب انتهت
فأحزم تبغا كثيراً
وشيئاً من الخبز والخمر أمضي إلى البحر أودعه هم قلبي
وأندس تحت الرمال التي لامست ذات يوم أصابع رجليك
أو لامست ظهرك النار فيها
وألقاك عند الشواطئ تبكين والموج يخزن خفق دمائك تحت الرذاذ
وحين تمر خيول من الماء تأتي وتمضي
تنامين تحت انكسار الزبد
وفوق انكسار البكاء .