حلق طائر القطا فوق البراري.. والهضاب متمتعاً بشمس ربيعية دافئة, حط فوق رابية خضراء فسمع صوت بكاء ثم صوت بكاء ثم رأى أرنبة تبكي اقترب منها وسألها:
ـ مايبكيكي ياصديقي؟
ـ أبكي خائفة من الثعلب، إنه هنا وراء هذه الهضبة, يريد اصطيادي مع أولادي.
هز رأسه ونفش ريشه العسلي الجميل كأنه يشعرها بالأمان قال لها:
ـ لاتخافي أنا معك.
ـ وكيف لا أخاف, وأنا وأولادي منذ يومين لم نذق طعاماً..
رد عليها بثقة تامة:
ـ تعالي نفكر بطريقة نتخلص بها من هذا الثعلب الماكر.
سارا فوق العشب الأخضر وفجأة سمعا صوت إطلاق نار نادته:
ـ هل تسمع ياصديقي القطا لابد أنه صياد ؟!.
قال لها :
ـ بل إنه الإنسان ونحن صغار جداً أمامه، ادخلي بيتك ياصديقتي.. ودعيني أطير علني أجد حلاً.
ودعها ثم حلق في كبد السماء فرأى الصياد يجلس تحت شجرة صفصاف ينتظر صيداً دون أن يفكر بأن مايفعله يؤثر على جمال الطبيعة والبيئة.
فهو يقتل طائراً يغرد, ويحرم أرنبة من أولادها..و..و..
ثم صادف الثعلب غزالاً يسرع الخطا لأنه خائف قال يحدث نفسه لقد وجدت خطة أتخلص بها من الصياد والثعلب.
اقترب من الثعلب متحدثاً:
صباح الخير ياصديقي الثعلب.
تظاهر الثعلب أنه نائم، دنا منه بهدوء ونقره قائلاً:
ـ أنت تصطنع النوم كي تأكلني, هيا أفق سوف أدلك على وجبة دسمة .
انتفض الثعلب وسأله:
ـ أين هي..؟
أومأ برأسه وأجابه:
ـ اتبعني, هناك صياد تحت الشجرة وبجانبه جعبة ملأى بالصيد يمكن أن تأخذ الجعبة دون أن يشعر فهي تكفيك أياماً..
أما إذا أكلتني فأنا لاأكفيك, هيا الصياد نائم ولن يشعر بك.. فكر الثعلب ملياً وقال له :
ـ هذا جيد هيا بنا..
طار (القطا) ولحقه الثعلب وكان الصياد مستلقياً, نظر الثعلب إلى الجعبة وبدأ يحلم ويفكر بالطريقة الأسهل للنيل بها .
تنبه الصياد لوجود الثعلب نحوه.. فقال :
ـ ياه ما أجمل فراؤك أيها الثعلب, لن أدعك تهرب, سوف أصطادك وأبيع جلدك، وبلمح البصر أرداه قتيلاً، وهو يضحك قائلاً:
لاشيء بعد هذا, ثعلب ضخم وجعبة طيور برية وأرانب.
فرح طائر القطا وعاد إلى صديقته الأرنبة حاملاً بمنقاره حبات توت بري وقال لها:
كلي ياصديقتي فهذا عربون صداقة دائمة, لقد أرحتك من الثعلب ومن بندقية الصياد.
نادت صغارها, ليخرجوا ويتمتعوا بشمس ربيعية دافئة.
رامية الملوحي