حقائبُ الأَحلام….

حَمَلتُ حقائبَ الأحلامِ
مِنْ عامٍ إلى عامِ
وجرَّةُ عُمْرِيَ الظَّمأى
تتوقُ لفرحةِ الشَّامِ
فَأحترقُ
وصهلةُ صوتِيَ المكلوم تفضَحُني
وتطرحُني
على شُطآن تَهيامي
فأنعتقُ
فيصرخُ وَجدِيَ المفضوحُ
سورِيَّا
* *
وبي من لهفةِ العاصي
تباريحٌ
تُخالجُني
تئِزُّ الشِّعرَ في قنديلِ
إلهامي
فأَندَفِقُ
وأغدو مثْلَ قُبَّرةٍ
أعارتْ ريشَها للحقلِ
كيَ يزهو
ويبقى خاليَ البالِ
بلا حزنٍ وآلامِ
فيهمسُ في عبيرِ الزَّهرِ
سوريَّا
* *
ومرودُ غادةٍ تهفو لِكُحْلٍ
عتَّقتهُ الرِّيحُ
في يخضورِ
مرجِ الغابِ
مُنتظرًا
فتى الأحلامِ
يأتي يحمِلُ البشرى
على رفَّاتِ عُصفورٍ
تعَمَّدَ في خريرِ الماءِ
فانسابتْ قصائِدُهُ
على وتَرينِ
مِنْ قصبٍ وأنسامِ
ليعزف في أقاحي السَّفحِ
سوريا
* *
وطيفُ فراشَةٍ تحثو شفيفَ الضَّوءِ
ترْسُمُ عالمًا قُزَحاً
ينيرُ الدَّربَ قُدَّامي
فأنطلقُ
و يمحو عُهرَ آثامي
فأأتلقُ
وأصرخُ منْ أقاصي الرُّوحِ
سورِيَّا
* *
وصَبْرٌ زيْنَبِيُّ السَّمتِ
منْ خَنساءِ ضَيعَتِنا
تُواري( أربعَ) الأبناءِ في أحضانِ مَقبرَةٍ
تضُجُّ بضوعةِ الكافور ِ النِّسرينِ
يا وطناً
بَراه الله من حُزْنٍ
وآلامِ
وتمنَعُ دمعَها القُدسِيَّ
أنْ يمشي
إلى أخْدودِ وَجْنتِها
ليبدو الحورُ والصَّفصافُ
مبتهجاً
ويبقى شامخَ الهامِ
ويكتُبُ فوقَ أُفْقِ الغيْمِ
سورِيَّا
* *
وزَهْوٌ منْ سَحيقِ الدَّهرِ يَبكي مثْلَ والهةٍ
ويرْثي مَجْدَ قُرطُبَةٍ
على أعتابِ جاكَرتا
فأنكفئُ
وأنطفِئُ
على كَبَواتِ إسلامي
وأصرخُ منْ عَميقِ الجُرحِ
سورِيَّا
* *
أيا سوريَّتي الـ ( تَجري) بِشُرياني
أيا تِرياقَ أسْقامي
أيا سِفراً منَ الأعلامِ
والقاماتِ تعلو
فوْقَ قُرْصِ الشَّمسِ
ترْفو طينَ آدمِنا
وَتَمْحو عَتْمَ خَيبَتنا
وَ تعلنُ عَنْ مَخاضِ النُّورِ
رَغمَ ظلامِها الدَّامي
فترسُمُ في عُيونِ الطِّفلِ
سورِيَّا
* **

ويا برَدى أتاني البَوحُ مُمْتَشِقاً
يَراعَ الشِّعرِ
حَرفي شَجوُ ناعورٍ
أشاحَتْ وَجهَها للماءِ
كَيْ تُخفي مدامِعَها
وبعضاً منْ ضَحايا الحَربِ
هُمْ أهلي وَجيراني
وأخوالي وأعمامي
وفي كَفَّيَّ زيتونٌ
وسَجْعُ حَمامَةٍ بيضاءَ
يَشهَقُ في مَساماتي
ويُنْبي عَنْ لُباناتي
يُنادي ياسمينَ الشَّامِ
قلبي لِلِّقا ظامي
وَماءُ الرُّوحِ
سوريَّا
ياسر فايز المحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار