(قصّة حب) لإريك سيغال أصبحت رواية عالمية!
ترجمت إلى ثماني عشرة لغة…
أخرجت على الشاشة الكبيرة والصغيرة..
طبع منها أكثر من سبعة ملايين نسخة .
صدّروها إلى العالم (؟!!)..
ـ ولكن ، ماذا في هذه القصةـ الرواية؟ يرتفع الكاتب بالخيال.. خيال الإنسان المجنح إلى مافوق مادياته ، لايقر الأرضية التي أصبح يمشي عليها أو فوقها.. يأكل وينام بل يحسّ ويفتقد, يكبر ويثرى ويخسر.. ثم يعشق و.. يموت .. هكذا هي الحياة!
قصة (وردة غير رسمية) لايريس دوك, أيضاً صارت رواية عالمية على الرغم من أن كاتبتها لم تكتب من قبل الرواية!! بل لم يكن لها تجربة سابقة .. تقول القصة ـ الرواية:
ـ إن كل حقيقة في حياة الإنسان هي وردة !
وردة لها عبق, ولها جذور وأغصان, ولا بد أن نرويها باستمرار وقد كتبتها (إيريس) بأسلوب رومانسي مليء بالعاطفة والخيال والرؤى والحزن العميق!!
ولكن لماذا الرومانسية ؟
لماذا ونحن نقرع أبواب عام جديد, وعصر جديد؟! هذا العصر عصر المكتشفات والتحولات والفضائيات والماديات؟!
صرنا اليوم.. نرى الناس يسخرون من كلمة ندية بالعاطفة ! يهزؤون من حرف مندى بالمودة والحب.
إنهم لايخاطبونك إلاّ على ركائز الحوار والمشكلات المتراكمة!
إنهم غارقون حتى آذانهم في المادة! إنهم عاجزون عن أن يعطوا أي ابتكار في فعالية الروح المؤثرة ، بل هم عاطلون عن تقديم أية موهبة في عالم الرؤى والخيال والشاعرية!..
كيف تزرع وردة !؟
كيف تغرسها فتنمو ولاتموت .. وتتفتح ولا تحصدها يد العبث ؟
كيف تزحف إليك الكلمات كالسحر.. كالقضاء والقدر؟
كيف تشق طريقها إليك غير مستأذنة ولا وجلة؟
كيف تزيح الكرى عن طريقها وتذهب إلى القلب مروراً بالعقل؟
كيف تطرد أمامك الزمن المتهدل, المادي, الكسول ,ليحل محلّه الزمن الآتي الجميل؟!
كيف..؟ كيف؟!!
هكذا صارت الكتابة والإبداع في العالم اليوم (!)
فالقصص والروايات والسيناريوهات لم تعد تكتب إلا من خلال رومانسية ناعمة, رومانسية رقيقة, تحاورك شخوصها بلغة شاعرية, تحتج بعبارة غزل, وترفض بكلمة حنان (!)
إن العاطفة الموجهة لاتزال أجمل وأنقى خاصة في الإنسان فلماذا لانكتب باللغة الشاعرية لنصل إلى العقل والوجدان!!
إن البراعة ـ اليوم ـ في استخدام الأسلوب الرومانسي كتعبير لأغراض الحياة وحاجاتها.. والعصر, هذا العصر الذي تبدل تحت إلحاح المادة ما أحوجه إلى مثل هذا النوع من الكتابة, ثم ما أكثر الناس الذين أسقطوا الشعور النبيل في دواخلهم, فلماذا لانكتب لهم، ونحرص على عواطفهم ونخلصهم من هذه المؤثرات العصرية المادية؟!!
ـ لماذا لانخرجهم من هذه العطالة المتردية؟ لماذا لاندعوا إلى الحب في زمن لم يعد يؤمن بالحب؟ لماذا لانزرع زهرة في كل مكان في زمن لم تعد تنبت فيه إلاّ الأشواك؟!
لماذا لانخاطب الشعور والعاطفة والوجدان لتسقط المادية والأرضية والعبث؟
تعالوا نحترم إنسانية الإنسان ونحرص على تعمير ذاته بالشعر والموسيقا والغزل والحنان .. تعالوا نعشق فراشات وعصافير لافيلة وتماسيح .. تعالوا نجمل الحياة ونبعث فيها الصحة لا المرض, القوة لا الهزال ..
الغنى لا الفقر .. الحب لا الكراهية .. تعالوا .. تعالوا.. تعالو.. !!
نزار نجار