أعترف بداية أن من حق صناع الدراما أن ينوعوا بإيقاعهم الفني , ومن حق الناس أن تشاهد أعمالاً تخرجهم من دائرة اليأس والسوداوية , والدراما هو ذاك التنوع الباهر بين ألوان طيفه الواسعة والساحرة , ولكن ينبغي قبل كل شيء أن تحترم الذائقة الفنية والفكرية للمشاهد الذي يتوق ليرى قليلاً من المتعة والفائدة بالدراما وخصوصاً إذا كانت سورية .
نص درامي …أم نص …؟
سنة أولى زواج عمل درامي كتبه نعيم أنطون الحمصي , (لم أسمع به سابقاً) وربما هي التجربة الأولى , ولكنه عنوان يغري بالبداية , بأنه سيقدم قراءة درامية لحياة زوجية في بدايتها الأولى , ويمكن أن تحمل الكثير من الأزمات والمشكلات التي تعترض الزوجين ,وخصوصاً أنهما يعيشان تجربة جديدة وثرية , تجربة تكشف الأزمات المعيشية والنفسية والوجدانية , وفي حال كان الكاتب يملك أدواته الفكرية والفنية فيمكنه أن يفاجئنا بحالات ومواقف تكشف الغطاء عن علاقة يمكن أن تنزلق إلى مخاطر ربما تؤدي لفشل هذه العلاقة الزوجية .
تابعت بعض الحلقات على مضض ,وأنا أمني النفس علَّ الحلقة التالية ترتقي قليلاً بخطابها الدرامي الفني ,ولكن للأسف ,سنة أولى زواج تجربة درامية مسطحة لدرجة النفور , مواقف مفبركة وشخصيات متصنعة بأدائها وبتركيبتها النفسية والوجدانية ,مثلاً قدم في إحدى حلقاته أزمة (كاندي كراش) طبعاً هو اسم لعبة تحمل على جهاز الجوال ,الزوجة متذمرة من أختها وزوجها وأمها وجارتها ,لأنهم طيلة الوقت مستغرقون بهذه اللعبة ,دون أن يعيروها قليلاً من وقتهم , وكي تسترد زوجها ,تتعلم هذه اللعبة كي تغيظه,ويعود للاهتمام بها كسابق عهده , ألا يحق لنا نتساءل بعد هذا ,أي سخف واستخفاف بالمشاهد , وهل موضوع كهذا جدير بأن تفرد له ساعة درامية أعتذر إن قسوت قليلاً .
المخرج يكرس المأزق
قام بإخراج هذا العمل يمان إبراهيم , ربما وجه جديد في عالم الإخراج ,قدم لنا شققاً جميلة وأزياء رائعة للبطلة (دانه جبر) ,وكاميرا تتحرك دون أن تترك أي أثر فني ,مشاهد متشابهة ,وإذا حذفت بعضها فلن يؤثر ذلك في السوية الفنية الهابطة .
أداء ….؟
البطولة هي للفنان يزن السيد ,وأعتقد هي المرة الأولى الذي يتصدى فيها يزن السيد للبطولة , فتجربته كانت في الصفوف الخلفية ,ولكنه كعادته يقدم نفس الأداء بكل أعماله والفنانة دانه جبر تكرس نمطية الجميلة الدلوعة في الدراما السورية ,الفنانة مرح جبر والفنانة روعة الياسين طاقات مغيبة , الفنان جمال العلي حاول أن يرسم البسمة بأدائه ,الفنان فاروق الجمعات من حقه أن يجد فرصة للعمل الدرامي .
أخيراً
سمعت بأنه عرض في رمضان الماضي ,وترك سخطاً لدى المشاهد العادي ,ولا أعرف المسوّغ بإعادة عرضه ,وخصوصاً أن أرشيف التلفزيون يضم أعمالاً كثيرة وذات قيمة فكرية وفنية ولم تعرض منذ زمن بعيد .
محمد أحمد خوجة