لقاء : الفنــان شــادي عبــد الكـــريم يتــألق فــي قســنطينة: بصــراحــة.. ليــس لدينــا الملحــن المبــدع

فنان يمتلك سحراً خاصاً به ,إذا غنى سما بك لأبراج سماوية عالية ,وإذا أطربك ,تتمايل بنشوة صوته وعذوبة شجنه ,يسحرك بحضوره الفني الرفيع ,يؤدي أصعب الأدوار والموشحات , هو مطرب مثقف موسيقياً وفنياً ,يتقن قراءة النوته الموسيقية والعزف على عدة آلات موسيقية منها العود والكمان والإيقاع ,إنه الفنان المطرب شادي عبد الكريم .وكان لنا معه هذا الحوار بعد مشاركته في مهرجان الإنشاد الديني في مدينة قسنطينة في القطر العربي الجزائري :
هل هي المشاركة الأولى لك في حقل الإنشاد الديني خارج سورية ..؟
علاقتي مع إدارة المهرجان في قسنطينة منذ ثلاث سنوات ,عندما دعيت للمشاركة في مهرجان المألوف للموشحات ,والمألوف هو قالب غنائي للموشحات ,والدعوة من وزارة الثقافة الجزائرية ,ومن حسن حظي أنني مثلت سورية بهذا المهرجان الخاص بالإنشاد الديني ,الدورة الخامسة .
ما الأثر الذي تركته على صعيد المهرجان في الجزائر …؟
طبعاً الحمد لله ,فقد كنت الأكثر تميزاً في الإنشاد الديني بين الفرق المشاركة وخصوصاً مع المغرب وتونس المنافسين على صعيد الإنشاد الديني , أما باقي الدول وهي خمس دول فقدمت غناء عادياً لا يمت بصلة للإنشاد الديني ,لأن الإنشاد الديني يعتمد على القصيدة الصوفية ,وهكذا كان الأثر الجميل واضحاً على صعيد الجمهور والمسؤولين ,حتى إن محافظ (قسنطينة )وهو مدير المهرجان قال لي :لقد قدمت عملاً مميزاً وأفتخر بأن أقدمه لوزارة الثقافة .
الإنشاد الديني …هل هو رحلة جديدة على صعيد تجربتك في الغناء والطرب ..؟
الإنشاد الديني عمل ملازم للموشح والدور ,هو أحد شقي اللون الطربي القديم ,فالموشح كان يحمل السمة الدينية (مثل سبحان من صور حسنك) وهذا الموشح هو في مدح الرسول الكريم ,وللأسف الشديد بعض من الناس لا تدرك بأنه ديني .
لماذا لم تقدم شيء خاص بك بعد هذه الرحلة الطويلة ….؟
السبب نحن مغني الطرب الأصيل (القديم) ,نقع بهذا المطب ,مثلاً الفنان الكبير محمد خيري رحمه الله ,كان من أهم الأصوات في العالم العربي ,لم يقدم شيئاً خاص به ,وكذلك الأمر مع المطرب الكبير صباح فخري ,الذي قدم وحافظ على التراث الغنائي الأصيل ,وطور بعضاً منه ,لكنه لم يقدم شيئاً خاصاً به ,فهذا مطب كبار الطرب في الوطن العربي ,فعندما يعرض علي أي عمل (شعراً ولحناً) وأقارنه بالقديم ,وأجد البون الشاسع بينهما , فإنني أعزف عنه ولا يغريني بالتجربة .
هل هو غياب الملحن أم الشاعر……..؟
للأسف ,الذي يحز بالنفس هو غياب الملحن المبدع والمجدد بالموسيقى ,تأمل جيداً ما تسمعه من أغاني هذه الأيام كلها مكررة أو مأخوذة من ألحان عربية وأحياناً أجنبية ,من يسوق الأغنية هو الملحن ,مثلاً أغنية الموسيقار ملحم بركات (لاتهزي كبوش التوتة) كلمات مسفة وركيكة ولكن لحنها الجميل هو من سوقها ,لدينا شعراء كثر يبدعون قصائد جميلة ,ولكن أين الملحن الذي يصوغ لحناً يتفوق على الشعر ,بصراحة ليس لدينا الملحن المبدع .
برأيك من هم آخر الملحنين الذين أثروا المشهد الغنائي السوري …؟
هناك الموسيقار محمد محسن الذي قدم عدة ألحان رائعة للفنانة الكبيرة فيروز ,ولن ننسى بهذه العجالة أن أذكر الموسيقي المبدع بكري الكردي صاحب أغنية (ابعتلي جواب وطمني ) ولحن الموشح والدور ,بل هو الوحيد الذي نافس الملحنين العباقرة في مصر بتلحين الدور ,ومن الملحنين عمر البطش وأبو خليل القباني ,فهو خير من لحن الأغنية والموشح على مستوى الوطن العربي ,هناك أسماء ملحنين رائعين مثل علي الدرويش وإبراهيم الدرويش والملحن الحموي حسان اسكاف ,ولكن هؤلاء أصحاب ألحان صامتة ,أي (سماعي وبشرف ) .
هل لديك أغان خاصة بك ..؟ وأعتقد لك تجربة بالتلحين ….؟
للأسف الشديد لدي 15 أغنية خاصة بي وهي موجودة بالتلفزيون العربي السوري ولا يتم عرضها ,ولدي لحن لقصيدة وطنية لم تعرض , رغم أنني نلت عليه جائزة أجمل لحن , والقصيدة للشاعر خلدون حيدر ,وتوزيع الموسيقي المعروف أسعد خوري , ونلت الجائزة الأولى ,كأجمل لحن بالتلفزيون السوري .
كلمة أخيرة لقراء الفداء …؟
ـ في هذا الزمن المتغير بسرعة البرق , والمحطات الفضائية التي تسوق أصواتاً سيئة بامتياز وتساهم في نشر ما يسمى زوراً وبهتاناً كلمات (شعراً ) ولحناً منفر ومزعج, فتسمع أغاني بلا طعم ولون ولا ذوق.. تقتحم حياتنا في الباص والشارع والمنزل ,في هذا الزمن.. أصبح الضجيج يحاصرنا من جميع الجهات.

 محمد أحمد خوجة

 

 

المزيد...
آخر الأخبار