كثيراً ما تنتابنا موجة من الكآبة, دون أن ندري سببها ,وأكثر الأحيان نعرف سببها ومسببها ونغض الطرف عن هذا ,وتنغص علينا حياتنا ,وتحيل أيامنا لجحيم لا يطاق.
صديقي دخل في أتون الجحيم بعد أن عرف ………., وكان سابقاً لا يدخر لحظة إلا وينال بسخريته من هذا الزمان البائس, وكان يجاهر بعبثيته سلوكاً وقولاً, تسعفه سرعة بديهة حاضرة بشكل رائع, ينال من كل شيء وأي شيء, حتى ذاته لم تسلم من تهكمه, ما إن تراه حتى ترتسم الابتسامة على محياك ,ويسارع للتعليق على حدث ما بطريقته التهكمية, ينسيك مصابك وإن كان مصاباً جللاً ,كنا نسارع للقائه عندما نصطدم بأشكال ما اعترض سير حياتنا ,كي نصبح أكثر توازناً ومقدرة على تجاوز مصابنا الفظيع .
نعم عرف نوع مرضه …؟ وكأنه أمسى على بعد خطوات من حفرته الأخيرة, تغير مزاجه وسلوكه, وغلف نهاره ولياليه بالكثير من السوداوية والكآبة, نجتمع مع بعض الأصدقاء, نتسامر نتجادل ونتحاور, وهو معتصم بصمته على غير عادته ,ولقد أسر لي عدة مرات بقوله: آه لو أن الموت يسارع خطاه …فلا شيء يغري بهذه الحياة!
تأملت في صورة حفيدي الذي ينظر للحياة نظرة تحدٍّ , وأنا لا أعرفه سوى بالصورة, لأنه أسير الغربة مع ابني ,فأيقنت أن هناك الأجمل في حياتنا, وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.