وأنا أشاهد المشهد الأخير من مسلسل (ممالك النار) تذكرت المشهد الأخير أيضاً من فيلم أسد الصحراء (عمر المختار) الذي أخرجه مصطفى العقاد, وهو (عملية شنق طومان باي التي تشبه شنق عمر المختار, وكأن صانعو المسلسل أرادوا ذلك للتأكيد أن الغازي واحد وحديثنا عن المخرج العظيم مصطفى العقاد ابن مدينة حلب الذي ولد فيها عام 1930 أو 1929 وهاجر إلى أمريكا لدراسة الإخراج السينمائي في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وقدم كمخرج للعرب أهم فيلمين في تاريخ السينما العربية هما (الرسالة ) و(عمر المختار) .
الرسالة الذي يتحدث عن رسالة الإسلام واستعان بعمالقة الأدب العربي في كتابته ليخرج للعالم على هذا الشكل الذي شاهدناه, وشارك في كتابة الفيلم عبد الحميد جودة السحار, توفيق الحكيم،وعبد الرحمن الشرقاوي وشارك به نخبة كبيرة من نجوم العالم العربي على رأسهم عبد الله غيث, منى واصف, أحمد مرعي محمود سعيد وغيرهم, إضافة إلى نجوم الفيلم الغربي الذي أخرجه أيضاً باللغة الإنجليزية , كتب الفيلم ووضع السيناريو له الكاتب البولندي (هاري كريج الذي كتب سيناريو فيلم (عمر المختار) الذي أخرجه العقاد على 1981 وقام ببطولة الفيلم أيضاً (أنتوني كوين) والذي يسرد مقاومة الليبيين للاستعمار الإيطالي وحياة البطل عمر المختار الذي يقف مع شعبه ضد الاستعمار, وفي أمريكا بدأ بإخراج وإنتاج سلسلة أفلام (هالوين) عام 1978 وبعد عشرين عاماً أخرج آخر فيلم في هذه السلسلة المرعبة كما أخرج عدداً من الأفلام وأنتجها أيضاً بلغت أكثر من خمسة عشر فيلماً.
وفي 11 تشرين الثاني عام 2005 كان المخرج مصطفى العقاد وابنته من ضحايا الانفجار الإرهابي الذي وقع داخل فندق في العاصمة الأردنية (عمان ) رحل المخرج مصطفى العقاد, لكن اسمه سيظل في تاريخ السينما العربية والعالمية.