زكي طليمات ، أحد عمالقة المسرح العربي ولد بحي عابدين في القاهرة من أب سوري ، حيث كان جده من أسرة معروفة بالوجاهة في حمص بسورية ، وسافر إلى القاهرة بقصد التجارة واستقر فيها ، وكانت والدة زكي طليمات الذي ولد عام 1894 مصرية من أصول شركسية .
وكان أول بطل يقف أمام أم كلثوم ، في فليم ( وداد ) قام بدور الطبيب الذي يعالج ابنتها وعرفه الجمهور والداً لزبيدة ثروت في فيلم يوم من عمري ، وبدور ( أرثر ) في الفليم التاريخي الناصر صلاح الدين .
كان مقلاً في أعماله على الرغم من أنه لقب بمعلم الجيل وباعث الفن المسرحي وأستاذ التمثيل والإخراج الأول … ولو رسمنا صورة لحياة زكي طليمات وكفاحه لكان خطه البياني أشبه بخط مريض الحمى ، فتارة نراه في القمة وأخرى نراه في الأسفل .
لم يكن زكي طليمات موفقاً في حياته ، ولم يكن موفقاً في غرامه وزواجه , ولم يكن موفقاً في مشاريعه وفي أبنائه وطلبته ومريديه ،ولو صنع شخص آخر ما صنعه زكي طليمات في حياته لخلدوه وأقاموا له التماثيل … زكي طليمات أول من أوفد في بعثة فنية مسرحية إلى فرنسا ، وقضى سبع سنوات في دراسة الفن المسرحي ، وكان مصيره بعد عودته أن أعطي مكتباً في مخزن دار الأوبرا وبعد سنتين غادر المكتب ليتولى عدة مناصب على المسرح …
زكي طليمات أول من أنشأ في مصر معهداً للتمثيل ، وأول من أنشأ في مصر ما يسمونه المسرح المدرسي وأول من أنشأ في مصر فرقة المسرح الحديث ، وكانت النتيجة أن تآمر عليه بعض زملائه وتلاميذه من خريجي معهد التمثيل وأعضاء المسرح ، وكانت النتيجة أن أبعد زكي طليمات إبعاداً نهائياً عن الوسط الفني ، وقبل رحليه بعام أعاده أحد تلاميذه ( جلال الشرقاوي ) في ( نهج البردة ) الذي قدم تمثيلاً وغناءً بصوت محمد ثروت وياسمين الحصري ، ورحل في 22 كانون أول 1982 ، لكنه يبقى عملاقاً في فنه ووحيداً في عصره .
سليم الشامي