قصة قصيرة : الــظلام الــــداخلي

التاسعة صباحاً ..كل الأيام متشابهة صحوتُ على صوت أمي : هيا استيقظي يابنتي! رَفعت الغطاء عني ،فتحت النوافذ هيا هيا .. كم يوم ستبقين غارقة في نومك؟ ألا يكفيك منذ البارحة ! خَرجت من الغرفة.. ببرود .. أوصدتُ الباب، أغلقتُ النوافذ، واستلقيت على الفراش .. تكورت على نفسي وبدأتُ في البكاء.. لِم البكاء ياترى ! ما الوقت الآن ، وماذا حصلَ مع أبي  بشأن عمله الجديد ، وأخي هل بذل جهده في اختبار  اللغة العربية، هل أمي أعدت الطعام وحدها..؟؟ هنا بدأت شهقاتي تعلو .. كم كان جميلاً ،طويل القامة، جذابٌ نوعاً ما، مفتول العضلات، كالصوان، يحميني من الغبار .. مكثتُ في النوم ساعتين ونصف الساعة أيضاً، كما قالت لي أمي . – سارة إلى الغداء! *أريد النوم . – سارة إلى العشاء! * لاشهية لي . – صديقتك في الخارج تريد رؤيتك *أمي أنا نائمة . لكن إلى متى؟! زهدت .. ليفنى عمري، لأهرم، لأخسر أكثر .. ليحترق هذا الحزن الكئيب بداخلي .. الرابعة صباحاً .. أنهض ،اجزم على بناء نفسي من جديد توضأت وبدأت بالصلاة أستشعر سعادة أخوتي بنهوضي من سريري .. إلهي كم لبثت ! الله أكبر ..! سجدت وربما عانقت الأرض، ياالله أنت تعلم مابي.. أرشدني إلى الصراط المستقيم! مُدَّني بالقوة! مُدني بالثبات ..! أشعر بها تزول ،أشعر بالخِفة ،تتساقط الهموم عن كاهلي بسجدة وأنا كنت أجاهد في النوم .. يالجهلي ..! شكرا ياالله .. السادسة مساءً .. أمي! سأذهب قليلاً للمننزّه .. أبٌ وأم وطفلان .. عائلة صغيرة، بائعٌ متجول، طفلٌ متسول يبيع اللبان،أشجار سرو جامحة .. و أنا .. السابعة والنصف مساءً  .. عدتُ للمنزل مكثت في فراشي ،عدتُ للنوم الكابوس اللعين ذاته أيقنت أني ظلام نفسي ، أستطيع استشعار حزنٌ خافتٍ في صدري ، ترى أأستطيع إخماده ! لم يعد يسعفني البكاء ، تزداد الأيام سوداوية دون أن يلحظ أحداً .. أستطيع الابتسام،الذهاب للجامعة ،العمل ،السفر ،الجلوس مع الأصدقاء ،السير أمام الشمس ،لكن جلّ ما أراه هو الظلام .. أأكونه ياترى! أوقِن أنه جزء مني ، هل يتفشى ؟ ..                         بل كيف أكبحه .. ؟. سارة ماجد جزماتي

المزيد...
آخر الأخبار