وكان لي كلمة كنت قد حبستها في زنزانة نفسي آلاف السنوات ثم أطلقتها هزيلة منهكة لشدة مالاقته من ظلام، كان قرار إطلاقها كمن ينزع سهماً مغروساً بجسد حتى العظام، لاأعرف كيف استقبلتها وأي مكان هيئت لها أم انها كانت فجه ثقيلة على مسامعها، فكانت ضربة إضافية لقلب ماعاد يتحمل أكثر مما لاقاه. تابعت حديثها وكأن شيئاً لم يحدث … يا إلهي كم هي مجنونة.. لا أدري لعلها غبية تمزق رداء الحقيقة ببضع كلمات …ثوب رديء ترقعه بخيوط واهية. هي لم تتعلم أن البيوت التي لاعماد لها مؤقتة وأن الزمن لن يتوقف إن أوقفت عقارب الساعة وأن فنجان القهوة لن ينتظر حتى تنتهي الرواية وأن القرار لن يكون قراراً إن لم يكن من أنفسنا، فحين ذلك سيكون أمراً واقعاً، وتنفيذه هو الذل بعينه، هو انكسار أمام أنفسنا … وقوفنا امام المرآة لن يكون هيناً ولن يكون هيناً ان نعيد ترتيب كلماتنا من جديد ليس لشيء، ولكننا قد نخجل حتى من القلم الذي طالما كتبنا به عكس ما يرى لنرضي أنفسنا… يبدو ان ضباب الوهم قد أعمانا عن كل شيء …… الحب ليس قراراً ولكن الترك قرار والقرار للشجعان حين نعود لأنفسا منتصرين … هو لم يكن حباً كان وهماً.
محمد تلاوي