صفعة من رجل عادي

المصادفة جمعتني بزميل الطفولة , في فترة الابتدائية ,وقد سافرت عائلته خارج مدينة حماة , ولظروفهم الصعبة ترك المدرسة الثانوية ,لينخرط في أتون الحياة , ويقوم بالأعمال الشاقة (يصارع الحجر) , هكذا هو دخل في عراك مع الحياة , فهو أكثر صلابة وأكثر خبرة .
فاجأني بسؤال : لمَ أنتم معشر المثقفين أكثر تشوهاً من العامة ؟ (أعترف بأنه باغتني)، وقبل أن أقول أي حرف تابع قوله : أنتم لا تملكون الجرأة على قول الحقيقة , ولهذا فأنتم مشوهون .
فسارعت بأن أمسكت طرف الحديث قبل أن يتابع هجومه الصاعق ,فقلت له مشوهون وحقيقة!!ماذا تريد أن تقول: فتابع هجومه الصاروخي قائلاً :
أنا لا أتقن فن اللعب بالكلمات , ولهذا سأقول لك كل يؤلمني ويفتك بي ,(طبعاً لم ينتظر مني المقاطعة ,فتابع) أنا إنسان بسيط من هذا الوطن المجروح ولكنني أنتمي لكل مواطن بهذا الوطن الصغير ,من شماله إلى جنوبه ,ومن شرقه إلى غربه ,دون أن تعنيني هويته المذهبية أو القومية , منحاز بشكل كامل ومطلق للضحية ,أين كان لونها أو هويتها السياسية .
تأملته جيداً وأنا معجب بما يقوله , ولكنني لم أع سبب هذا الهجوم الكاسح , وقبل أن أوقف سيل الحجارة التي يرميني بها ,تابع قائلاً وبألم يعتصر روحه:
إنني أشعر بحزن شديد …لا..لا ..بل بألم يطيح بقلبي
وتركني وحيداً دون أن يشرب كأس الشاي الباردة . محمد أحمد خوجة

 

المزيد...
آخر الأخبار