– مرحبا.. أنا دوستويفسكي، أديب روسي شهير ولم أقل معظم الاقتباسات التي تنسب لي.
– مرحبا.. أنا نزار قباني.. شاعر سوري شهير ولم أقل معظم الاقتباسات التي تنسب لي.
– مرحبا.. أنا محمود درويش.. شاعر فلسطيني شهير ولم أقل معظم الاقتباسات التي تنسب لي.
تراني أسمع هذه الأصوات من داخل حرمات المقابر حيث هي ترقد بسلام، أصوات بحتة تماما دونما رادع قوي يوقف ضجيجها.
أكثر ثلاثة مشاهير أدبية معروفة عالمياً تتعرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي لانتهاكات سيئة جداً أهمها تحريف أقوال لهم لتصل إلى حد التلفيق.
نزار قباني ومحمود درويش دوستويفسكي، أكثر الأدباء عرضة لتزييف في أقوالهم وانتشار هذا التزييف عبر الإنترنت… ثلاثة أعلام تركوا الحياة قبل أن يشهدوا الفوضى التي تحصل على ألسنتهم في الفيس بوك حيث يقوم الكثيرون باستغلال أسمائهم واللعب بمشاعر رواد هذه المواقع على أن ما ينشرونه هو من أقوال هؤلاء العمالقة.
إن أغلب الأشخاص والصفحات والمواقع الإلكترونية ممن ينشرون أقوالاً لأعمدة الأدب لا علاقة لهم بالأدب لا من قريب ولا من بعيد، هم لا يدركون أن هناك قارئاً نهماً ومريضاً لكل أديب ولديه القدرة العجيبة الغريبة في كشف الزيف الذي يدخل إنتاج معشوقه الأديب، بالإضافة إلى المراجع والنسخ الأصلية لكل واحد منهم هذا إن جزمنا أنها صحيحة بالمطلق.
من يقرأ أديباً بشغف يقرأه وكأنه هو من كتب وليس من قرأ.
هنا أشهر الاقتباسات التي نسبت للأدباء الثلاثة ولا علاقة لقلمهم بخطها أبداً.
(حين يقول لك أحدهم قلبي مهجور، لا تكن أحمقاً وتعزيه فلقد أراد أن يقول لك بطريقة أخرى: اجعله مأهولاً بك) مقولة منسوبة لدوستويفسكي وهو بريء منها.
(بعضي لدي وبعضي لديك.. وبعضي يشتاق لبعضي.. فهلا أتيت؟) مقولة منسوبة لمحمود درويش وهو بريء منها.
(من الغباء الاعتقاد أن المرأة تزهر في سن معينة.. المرأة تزهر مع رجل معين) مقولة منسوبة لنزار قباني وهو بريء منها.
هذا غيض من فيض ومثال واحد فقط من ضمن أمثلة كثيرة جداً تستنجد بنا كي يتم توجيهها بالاتجاه الصحيح وجعل أرواح هؤلاء العظماء ترتاح في قبورها.
عزيزي القارئ.. انتبه.. عقلك وعاطفتك مستهدفان فيسبوكياً.. فكن حذراً..
كنانة ونوس